الجمعة 2024-12-13 12:28 م
 

مسرحية «بوابة 5 » أسئلة العنف والتطرف والإقصاء في العالم العربي

10:06 ص

الوكيل - بانوراما عربية، من الشباب، يحملون حقائبهم، وينتظرون امام بوابة الاحلام بالسفر، بعد ان تشظى الوطن الكبير، والشروخ اصابت النفوس، بعد 'مسرحية' الربيع العربي، والانقسامات العمودية والافقية، والمرجعيات الملتبسة، التي توافقت مع اجندات داخلية واجنبية، جعلت الشباب العربي في حالة من التوهان لكثرة الاسئلة المعلقة التي لايستطيع الواقع البائس ان يجيب عليها، ولاتوجد بارقة امل بمستقبل يمكن ترحيل هذه الاسئلة اليه، فكان ان التقت هذه المجموعة على رصيف 'بوابة 5″ في مسرحية المخرجة د.مجد القصص، ومن تأليف الكاتبة 'ليلى' الاطرش، مع فريق مدهش حمل العمل، واثار الاسئلة والقلق في النفس والوجدان.اضافة اعلان

13 لوحة، فيها الوجع والمرارة، وفيها من اعطى لنفسه حق اصدار الاحكام على الناس باسم الدين، فيها هذا الواقع البشع الذي في لحظة يأس وضعف انسانية تسلل الى عقل الشباب العربي الحالم بالهجرة، والخروج من حصار الجحيم العربي الذي يتوالد بطريقة لم يعد العقل قادرا على متابعة واستيعاب هذا التسارع والانقسام المجنون في ارجاء الوطن الكبير.
شخصيات لها حكاياها المولودة في رحم المرارة، من العراق الى غزة، ومابينهما من مآس انسانية، سواء ذلك العراقي الذي فقد ابنته في العراق، او وحشية القصف على غزة؛ حيث لم تجد الفتاة الا واحدا من الضحايا الذي فرد لها قلبه الابيض برغم سواد بشرته، وذلك الفنان الذي لم ترهبه الحكومات، انما من يتنطعون، ويتمترسون خلف الدين ويصدرون الفتاوى بالتحريم والتكفير، وكذلك الطالب والطالبة الراغبين في الدراسة لأن من يسيطرون على مناهج البلد لايسمحون بدراسة التخصصات التي يرغبون فيها.
وعلى البوابة التي هي الحاجز الاخير قبل الوصول الى ارض الاحلام الموهومة، هناك من يسأل، ويعرف التفاصيل؛ حيث السؤال العام عن السبب في الهجرة، لكن هناك اسئلة لكل مسافر، فالطالب والطالبة مطلوب منهم معرفة مصدر المال الذي معهم، والفنان عن الذين يضطهدونه في بلده، والسؤال الاكثر وجعا عن غزة والعراق؛ حيث المحققة على البوابة تتجاهل كل الدمار والقتل في غزة، وتسأل 'كيمو' اذا كان قد قام بالتهريب عبر الانفاق، والمرارة الاكثر عندما تسأل اذا كان لون الاسود سيقف عائقا امام زواجه من' نهى سماره'، سؤال يحمل العنصرية من بلد تدعي الحرية.
وتسأل الزوجين العراقيين اذا كانا قد بلغا عن اختفاء ابنتهما شيماء، باسلوب بارد وكأن الموقف يتحمل برودة السؤال عن اجراءات روتينية لاقيمة لها امام المأساة.
واذا كان هناك مباشرة في الفكرة فإن هذا لايعيب العرض، ذلك ان الفكرة تحتاج الى قول بلا مواربة من ناحية، كما ان المخرجة استخدمت ادواتها الاخراجية بحيث كان هذا المعادل البصري، سواء باللوحات الـ 13، التي استخدمت فضاءات المسرع بوعي، او من حيث توظيف مفردات الديكور'الكراسي' على مدار العرض، بحرفية عالية، وبدلالات جمالية ومعرفية، وبإتقان كبير برغم العدد الكبير من الممثلين، وتسارع الايقاع؛ حيث لامجال لترك فراغات، وبالطبع فإن هناك الموسيقى والغناء اللذين كانا حاضرين في مختلف مفاصل العرض، واللعب على الموسيقى من حيث التوزيع بشكل يشد انتباه المتلقي، والغناء خاصة بصوت المبدع زيد الخليل الذي بحكم دراسته في العراق أجاد اللهجة العراقية بحرفية عالية.
وتجربة القصص بالعمل على لغة الجسد وفهم فيزيائيته، كانت واضحة بالتشكيل المبهر على المسرح، ساعدها في ذلك فريق واضح انه تدرب كثيرا حتى وصل الى هذه الحالة، الى جانب الاداء، فالاداء المقترح للشخصيات من النوع الصعب؛ حيث الممثل يقدم الشخصية المكتوبة، ثم يعود الى اسمه، وهذا يحتاج الى حرفية عالية وتركيز كبير، وقدرة على السيطرة على الاحساس الداخلي، ومواءمته مع المظهر والحركة الخارجية له، وكان واضحا ذلك الحب بين الممثلين الذين حملوا العرض باحترافية عالية، سواء في حواراتهم الثنائية، او تشكيلاتهم الجماعية.
وبالطبع لا بد من الاشارة الى شخصية عبدالجبار التي ترتدي لبوس الدين، وتتعامل بانتهازية، وتطلق سموم افكارها بكل اتجاه، التي مثلت دورا اساسيا في فكرة العرض، الى جانب ما اضفته من كوميديا سوداء على العرض الذي في جزء منه ينتمي لهذه الكوميديا الى جانب البناء الموسيقي. وتوظيف كل العناصر الفنية من اجل خدمة الفكرة الاساسية بتمجيد الحوار ونبذ العنف والتطرف والاقصاء.
الحضور والوعي والفهم والموهبة كانت حاضرة باداء الممثلين، الذين قدموا اداء فرديا وثنائيا وجماعيا بشكل احترافي، وكل واحد منهم يستحق التوقف عنده للحديث عن مقترح الاداء الذي اعتمده في العرض، وهم النجوم، زيد خليل مصطفى، مرام محمد، نهى سمارة، موسى السطري، محمد عوض 'كيمو'، اريج دبابنة، رناد ثلجي، يزن ابو سليم، طارق زياد.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة