الأربعاء 2024-12-11 02:40 م
 

مشاهد الجثث والقتل تصيب الأطفال و المراهقين بالاكتئاب والقلق النفسى

05:24 م


الوكيل - مع حالة الفوضى التي انتابت الدول العربية جراء الاضطرابات التي تعصف بها تكاثر مشاهد الدماء والقتل للاطفال والنساء ووصل الامر الى بشاعة القتل والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس في موجة جديدة من نشر القتل والتخريب تحت راية الدين .

وفي دراسة اعدها المركز العربي لابحاث الفضاء الالكتروني تم التاكييد فيها على ان اهم وسائل نشر تلك المشاهد يتم عبر الانترنت والقنوات الفضائية واجهزة المحمول والتي تعمل على الحاق الضرر بالاطفال فضلا عن كونهم اول ضحايا العنف .

وتعتمد مشاهد القتل بشكل كلي على المباشرة والصراحة باستخدام أداة قتل وخروج دم وتمزيق لحم وتقطيع جثة وصراخ وغيره مما لا يحتمل الضمنية أو التسطيح في التصوير وهو ما يكون لة اثر بالغ على الاطفال والمراهقين وتوجد هناك علاقة بين عدد الساعات التي يتعرض لها الشخص لمثل هذه المشاهد بارتفاع مستوى العنف والجريمة بين صغار السن،وتعمل تلك المشاهد على تعزيز العدوانية لدى الطفل مما يزيد من احتمال تحوله إلى مجرم حينما يكبر.

اضافة اعلان

فعلى سبيل المثال وجد طبيبان نفسيان في جامعة متشجن هما ليونارد إيرون ورويل هيوسمان اللذان قاما بدراسة أطفال تعرضوا لمشاهد عنف في التلفزيون لعدة سنوات أنهم أكثر عنفا وارتكابا للجرائم من غيرهم؛ وأن العنف الإعلامي يعتبر سببا قويا في تحويل الطفل إلى مجرم أكثر من أي عامل آخر مثل الفقر أو العرق. وقد وجدا أن الأطفال العدوانيين في سن الثامنة هم أكثر عنفا ممن يكونون في سن الثامنة عشرة ثم سن الثلاثين وأن حياتهم الخاصة غير مستقرة وزواجاتهم فاشلة أو غير سعيدة ولديهم مخالفات مرورية كثيرة مقارنة بمن هم أقل عنفا في الصغر.

ويرى الباحث البروفيسور جورج قربنر من جامعة بنسلفينيا أن الساعة الواحدة تعرض أكثر من 20 مشهدا عنيفا وأن الطفل الذي يتعرض لمثل هذه المشاهد يكون أكثر من غيره عرضة لكي يعتقد أن العالم مليء بالخطر والحقد والعنف مما يؤثر على نفسيته وإقباله على الحياة وبالتالي نجاحه اجتماعيا.

وقام الدكتور تنس ماكبث ورفقاؤه في مطلع السبعينات بدراسة أطفال قرية كندية يوجد لديهم تلفزيون وأطفال قرية أخرى على الجبال لم يصل إليها التلفزيون بعد؛ فوجدوا أن أطفال القرية الجبلية أكثر سلاما وراحة نفسية وأنسا من أطفال القرية الأخرى التي يكثر فيها الشجار والضرب بين أطفالهم. وحينما راقبوا الوضع بعد دخول التلفزيون للقرية النائية وجدوا أن العنف زاد لديهم بما يعادل 160% مقارنة بالسلام الذي كانوا عليه قبل تعرضهم للبرامج التلفزيونية العنيفة!

وفي الحقيقة توجد دراسات كثيرة لا يمكن حصرها ومن دول عربية وأجنبية شرقا وغربا كلها تحذر من العنف الذي يعرض على الطفل .وافادت دراسة بريطانية نشرتها مجلة “ذي لانسيت”ان مشاهد العنف تزيد مخاطر السلوك العدواني او الخوف لدى الاطفال الصغار ومثل هذه المشاهد يمكن ان توازي “اساءة معاملة الاطفال عاطفيا”. وقالت الدراسة ان الصبيان الصغار هم الاكثر تأثرا بهذه المشاهد .
واوضح العالمان النفسيان اللذان اجريا البحث ان “عرض افلام عنيفة عبر الفيديو او التلفزيون تعرض الاطفال لمشاهد لا تتناسب مع عمرهم ولا مع نموهم وتضر بصحتهم العقلية”. واوصت الدراسة الاهل والمربين التعامل بحذر مع برامج التسلية المعدة للكبار كما يتعاملون مع الادوية او المواد الكيميائية الموجودة في المنزل.

وكتب الباحثان ان “التسلي بعرض مشاهد عنيفة او جنسية يماثل اساءة معاملة الاطفال عاطفيا”. واعد المقال العالمان النفسيان من جامعة برمنغهام كيفين براون وكاترين هاملتون جياكريستيس بعد تحليل ست دراسات مختلفة تجمع بين سلسلة من اعمال البحث في شمال اميركا. وتستند الدراسات الى نهجين: دراسات سريرية للاثر المباشر لمشاهد العنف على الاطفال وابحاث على التأثير البعيد المدى لمثل هذه المشاهد على الاطفال.

وخلص الباحثان الى ان الصور العنيفة تترك بلا شك “تأثيرا على المدى القصير” لدى الصغار عبر “زيادة سلوكهم العدواني او خوفهم”. ويصعب تقدير تأثير هذه المشاهد على المدى القصير على الاطفال الاكبر سنا والشبان

ويحذر المركز العربي لابحاث الفضاء الالكتروني من خطر تعرض الاطفال دون سن الثمانية عشر الى تلك المشاهد المروعه لما لها من اثر نفسي سلبي على شخصية الطفل وعلى سلوكة ويهيب المركز بالمواطنين المستخدمين للانترنت عدم نشر تلك الفيدويهات او مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي نحن نشهد خسارة اخلاقية امام العالم ولسنا في انتظار خسارة اطفالنا ايضا


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة