مشكلات سنعيشها دائماً

العديد من المشكلات التي نتحدث عنها ونعاني منها تتكرر مع كل موسم وبعضها يتكرر كل يوم، وهذه المشكلات لها أسباب عديدة لكن من أهمها أن عمليات تدفق الضيوف من الأشقاء بالملايين على بلادنا كان أكبر من قدرة البنية التحتية على إستيعاب كل هذه الزيادة السكانية.اضافة اعلان

الشتاء وحكاياته التي تتكرر واحدة من هذه المشكلات، وهنا لا نعفي البعض من تقصير أو سوء تخطيط لكن شبكة الصرف الصحي في بلادنا مثلاً ربما تم إنشاؤها ضمن معادلة نمو سكاني منطقية أو بما يتناسب مع عدد سكان المدن والمحافظات لكن هذه الشبكات دخل عليها مستخدمون بأعداد خارج نطاق أي توقع دون أن يطرأ على هذه الشبكات أي تطوير وتوسيع يتناسب مع الزيادة المفاجئة والكبيرة على أعداد السكان والمستخدمين.
عمان العاصمة وإربد والمفرق والزرقاء والرمثا مثلاً مدن دخلها أكثر من مليون من الأشقاء السوريين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وقبل هذا كانت الإستضافة لأكثر من نصف مليون من الأشقاء العراقيين وقبل هذا وفي بداية التسعينيات كانت الإستضافة للموجة الأكبر من الأشقاء العراقيين ثم عودة حوالي 300 ألف من الأردنيين الذين عادوا من الكويت ودول خليجية أخرى، وكل هذه الملايين دخلت بشكل طارىء على البنية التحتية للخدمات، وفي المقابل فإن ما جرى من توسيع لقدرة البنية التحتية كان محدوداً وأقل من الضغط الكبير على هذه الخدمات نتيجة الزيادة السكانية غير المتوقعة.
نعلم جيداً أن البنى التحتية من شبكات مياه وصرف صحي وطرق ومدارس ومحطات توليد كهرباء تحتاج إلى تمويل بالمليارات، ونعلم جيداً أن جهداً كبيراً تم على صعيد تطوير بعض هذه البنى لكن الأمر يحتاج إلى إعطاء ملف البنية التحتية أولوية، وأن يتم توجيه جزء من الدعم المخصص للأردن على خلفية اللجوء السوري وكذلك المنحة الخليجية لرفع قدرة البنية التحتية على إستيعاب ما لدينا من هجرات فضلاً عن النمو الإعتيادي للمجتمع الأردني.
عندما نشكو من إزدحام في مناطق عمان مثلاً فلنتذكر أن الشوارع الأساسية كما هي تقريباً رغم الزيادة الكبيرة في أعداد المستخدمين وأعداد السيارات.
اليوم لدينا (10) ملايين ساكن في الأردن ومع كل أزمة حولنا يمكن ان يزداد الرقم بعشرات الآلاف أو أضعافها وإذا بقيت البنية التحتية كما هي فمن الطبيعي أن يتحول كل موسم عادي إلى أزمة وبخاصة إذا ترافق هذا مع مسؤولين أقل كفاءة من المهمات الموكولة إليهم.