السبت 2024-12-14 02:00 ص
 

مشهد أبلغ من الكلام

09:21 ص

تابعت زيارة البابا إلينا أولا بأول , والذي لفت إنتباهي هو صورة إلتقطها مخرج القداس الذي أقيم في المدينة الرياضية ,لحضرة الحبر الأعظم ..اضافة اعلان

الصورة عبارةعن بالون على شكل الصليب والمسبحة , طار في سماء عمان وارتفع إلى أبعد مدى ...وظل الصليب معلقا في الهواء طيلة فترة الصلاة وكنت أتابعه على الشاشة ومن شرفة منزلي القريب من مكان القداس .
عمان وحدها التي تحلق فيها (الصلبان) ...وعمان وحدها , التي ترتفع فيها (الصلبان) أيضا وأصوات أجراس الكنائس ...وذلك المشهد حين أصر المخرج على إلتقاطه لم يكن عبقرية في التصوير , أو لقطة ذكية بقدر ما عبر عنا جميعا في هذا الوطن ...هو عكس حقيقة المسيحية في الأردن .
لو أن البابا شاهد هذا الصليب قبل إلقاء كلمته , لأدرك في لحظة أن المسيحية في الأردن ليست أقلية , وليست طائفة إنما هي حالة وطنية بإمتياز , فلو كانت أقلية لما حلق الصليب فوق مساجد كل المسلمين ..ورحبوا به .
في لبنان قد تكون المسيحية طائفة , وفي مصر كذلك , وفي (معلولا) من الممكن أن تكون أقلية , وفي العراق تعتبر طائفة مهددة , لكن الأردن هوالبلد الوحيد في العالم الذي يحتضن المسيحية كجزء من الهوية الوطنية والتكوين الوجداني ...
الصليب الذي حلق في سماء عمان أول أمس , لم يكن بالونا طائرا ...كان إنعكاسا لواقعنا ...وأنا أرفض مصطلح الأقليات , وأكره أن نتداول مصطلح الحقوق فنحن نعرف بعضنا أكثر .
عمان ليست بحاجة لتأكيد التعايش , لأن الحقيقة لا تؤكد , وعمان لا تحتاج أن نخاف على الصليب فيها ..كونة جزءا من الوجدان الوطني ...
والصورة التي بثها تلفازنا الوطني أول أمس واستمرت دقائق طويلة كانت بعدسة مصور مسلم , ومن إخراج شاب من مسلم ....والذين هفت قلوبهم للصليب وهو يحلق وأحتفلوا به سواء كانوا مسيحين أو مسلمين ...أظنهم يستطيعون بكل ما في الدنيا من إقتدار أن يحموا وجداننا الوطني ...وأن يأسسوا من المسيحية في الأردن حالة تحتذى ودربا للحياة والحب والتسامح ...
على كل حال لقطة الصليب وهو محلق في سماء عمان , لم تكن لقطة وإنما كانت رسالة للدنيا ...ولعل الدنيا تفهمنا ... .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة