مصروف الشارع

ويلٌ لهذا اللهاث اليومي ..! كل يوم قبل أن تنام مطلوب منك أن تتفقد جيوبك ..أن تتأكد أن ( الفكّة / الفراطة ) متوفرة وباتقان شديد ..! ويل لك إن نسيت تحضير مصروف أطفالك الصباحي قبل الذهاب للمدرسة ..! ستسمع عويلاً ..و تدخل في حالة جدل غير متكافئة ؛ أنت الخاسر في النقاش أمام طفلك أو أطفالك ..! يتحول جدالك معهم مثل لحظة من لحظات برنامج ( الاتجاه المعاكس ) عندما يشتد الصراخ بين الطرفين و كل واحد لا يستمع للآخر و يهذري و يهذرب في طوشة طرشان ..!اضافة اعلان


أطفالك لا يعون أنك نسيت ..! أو فش معك ..؟ بالذات فش معك هاي ..!! يا بااااااي ..! يردها إليك أحد أطفالك قذيفة صاروخية تدخل منها و تخرج من هنا ..! يقول لك بمنتهى العويل : إنت بتكزب علينا ..والله في مصاري في البنك ..! لأنه قد رآك مرة أو مرتين تقف أمام الصراف الآلي ..!

حرد صباحي ..نكد لانطلاق يومك ..ومطلوب منك بعدها أن تبتسم ..أن تقول بقناعة أنك متفائل ..أن تنخرط فوراً في بوتقة الأمل ..! و الأهم من ذلك كله مطلوب منك أن تركّز في كل تفاصيل يومك و أن تشغّل كل الخلايا و الأعصاب المسؤولة فيك عن العطاء ..!

المصيبة لا تتوقف هنا ..بل خرج لي أحد أبنائي بمصطلح ( مصروف الشارع ) ..ولما سألته عنه قال لي بكل ثقة : هذا مصروف غير مصروف المدرسة ..و أنه واجب الدفع من قبلي ؛ وإلا ّ....!

و ما زلتُ ككل الآباء أمارس الحياة تحت تهديد ( وإلاّ.. ) ..!