الأربعاء 2024-12-11 12:20 م
 

مصر في خطر

09:32 ص

القائمون على الثورة الثانية في مصر في حالة ارتباك مثيرة للدهشة ، فهناك شبه شلل سياسي وفقدان لإرادة الحركة ، وتردد في اتخاذ أي إجراء ، الأمر الذي يهدد بحدوث تحول في الرأي العام المصري والعالمي تجاه ما حدث ، ذلك أن من الصعب استمرار المراهنة على الفريق العاجز عن الحركة ظناً منه أن مرور الزمن سيحل المشكلة.اضافة اعلان

وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق الأول عبد الفتاح السيسي طلب من الجماهير أن تنزل إلى الشارع لإعطائه تفويضاً بالتصدي لأعمال العنف والإرهاب ، فاستجاب الملايين ونزلوا إلى الشارع وأعطوه التفويض الذي طلبه ولكنه لم يفعل شيئاً.
بعد أسبوع عقد وزير الداخلية المصري مؤتمراً صحفياً وأعلن عن قرار فض الاعتصام الذي عطل الحياة العامة ووضع الناس أيديهم على قلوبهم وتوقع المراقبون أن يحدث شيء كبير في اليوم التالي ، ولكن الأيام مرت وزادت الأمور تفاقمأً.
مجلس الوزراء المصري كلف وزارة الداخلية بفض الاعتصامات ، وفوضها بالحركة فلم تتحرك ، لأنه لا يبدو أن هناك قدرة على الحسم ، الأمر الذي أغرى الجهات الأجنبية بالتدخل ، فتوالت الوفود الأميركية والأوروبية والأفريقية وكأنها صاحبة القرار في الخروج من مأزق لا يعرف أصحابه كيفية الخروج منه.
في الجانب الآخر هناك عناد وتصميم وتشدد غير قابل للمساومة أو المصالحة أو التفاهم إلا حسب شروطهم ، وهي شطب ثورة 30 يونيو وعودة الرئيس السابق. وقد أصبح واضحأً أن زمام المبادرة بيدهم ، فهم أصحاب الفعل بما في ذلك محاولات اقتحام الحرس الجمهوري والمدينة الإعلامية في حين يكتفي قادة الثورة بردود الفعل: الهجوم من جانب والدفاع من جانب.
مؤيدو الإخوان المسلمين قد يصلون إلى ربع الشعب المصري ، ولكنه الربع المنظم الذي يستطيع أن يفوز على ثلاثة أرباع الشعب الذي يفتقر إلى قيادة قادرة على صنع القرار.
الصورة واضحة ، فالإخوان المسلمون مصممون إما أن يحكموا مصر او يحرقوها ويدمروها تماماً كما فعلوا في سوريا ، بل إن شيخهم القرضاوي دعا المسلمين في العالم للقتال ليس في فلسطين بل في مصر ، وهو يقصد المنظمات الإرهابية كالقاعدة والنصرة لتفعل في مصر مثل ما تفعل في سوريا.
ارتأى كثيرون أو تمنوا أن السيسي يجسد عبد الناصر الجديد ، ولكن يبدو أن السيسي في طريقه ليخيب آمالهم.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة