مفهوم الدور الاقليمي او الدولي لدى الاردن ليس كما يفهمه البعض نفوذا او امتلاك اوراق للعبث في ساحات الاخرين وامنهم ، وليس نوعا من الاستعراض بل هو جزء من الواجب العربي الذي يحرص الاردن وقيادته على ادائه تجاه الاشقاء دولا وشعوبا.
ولعل اخر مثال الاولوية التي تضمنها برنامج جلالة الملك خلال زيارته الى الولايات المتحدة حيث كان حرصه على السعي لدى الادارة الامريكية على الذهاب باتجاه ايجابي لتمكين مصر ودعم استقرارها كدولة مركزية في المنطقة قادرة على تحقيق التوازن الاقليمي على اكثر من صعيد سياسي وامني.
كذلك الملف العراقي الدولة الجارة للاردن التي يتحدث الملك عن تحقيق امنها ودعم كل جهد يضعف عوامل القلق عن العراق الذي يعاني منذ أكثر من عقد من الزمان ، وازدادت معاناته في ظل تزايد نشاط تنظيمات التطرف والارهاب ، والتطرف في العراق له اشكال عديدة ويصدر من سياسات طائفية في مراحل سابقة وايضا من تنظيمات وميليشيات من الوان الطيف المذهبي.
والدور الاردني ليس فقط عبر حديث عام من جلالة الملك في واشنطن بل هو جزء من القضايا التي يسعى جلالة الملك للتأثير في السياسة الامريكية تجاهها مستثمرا مصداقية الخطاب الاردني ، والمكانة التي يتمتع بها الملك كزعيم من زعماء المنطقة يملك رؤية وموقفا ومنطقا تستمع اليه دوائر صنع القرار في واشنطن.
والحديث عن الدبلوماسية والدور الاردني ليس لغايات الاعجاب بالنفس كدولة ، ولا يحمل مبالغة ، لان الاردن يدرك خارطة المنطقة والعالم ، فنحن لسنا دولة عظمى ، لكننا دولة قادرة على امتلاك رأي منطقي في مسار المنطقة ، وواجبنا وهو دورنا ان نعمل على التأثير في سياسات الاخرين وفق رؤيتنا ، ونتذكر جميعا في العام الاول للربيع العربي ومع الاشهر الاولى للازمة السورية حينما كان الصوت الاردني وحيدا يتحدث للقوى الكبرى عن خطر تحويل الارض السورية الى ساحة لنمو وتعاظم دور تنظيمات التطرف والارهاب ، ويومها كانت دول عديدة تضخ الاموال والسلاح والمقاتلين الى سوريا وتقدم بعلم ودون علم كل مقومات القوة لقوى التطرف ، وهذه الدول اليوم تشارك في تحالف دولي ضد هذه التنظيمات.
واليوم استقر رأي العالم على ان الحل السياسي هو الطريق الوحيد لحل الازمة السورية ، وهذا كان جوهر الموقف الاردني ، لكن العالم لا يجد طريقا الى هذا الحل السياسي لاسباب عديدة.
اما مصر والعراق وتحديدا بعد التغيرات التي جرت في البلدين سواء انتخابات الرئاسة المصرية وتغيير الحكومة العراقية فهما ملفان يرى الاردن ان على العالم وتحديدا الولايات المتحدة ان يتعامل معها وفق رؤية أمن المنطقة واستقرارها وتوازنها ، فمصر تتلقى كل يوم ضربات من تنظيمات الارهاب ، والعراق فيه معادلة تطرف وارهاب تتوزع على أكثر من مكون ، وتسليم مصر لهذا الارهاب ليؤثر على استقرارها الامني قد يترك اثارا على الامن السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، وما يراه الاردن ان يكون الموقف الامريكي داعما حقيقيا لمصر لتتخلص من عوامل عدم الاستقرار.
مرة اخرى فان الفهم الاردني للدور والنفوذ ليس كما يراه البعض ادوات عبث في ساحات شقيقة وصديقة بل سعي للتأثير في سياسات القوى الكبرى بما يخدم استقرار الدول الشقيقة ويجعلها تخرج من مشكلاتها وازماتها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو