الجمعة 2024-12-13 11:32 م
 

مطالبات بـ (تفكير استراتيجي) للتعامل مع المغتربين الأردنيين

12:27 ص

الوكيل - أكد مغتربون أردنيون ومعنيون ضرورة إيجاد «تفكير استراتيجي» بكيفية الاستفادة من العقول الأردنية المهاجرة وبالتالي توفير بيئة اقتصادية واجتماعيّة وعلمية حاضنة لهم.اضافة اعلان


كما دعوا إلى التفكير بمشاريع اقتصادية يمكن ان تستوعب المعرفة والمهارة التي يتمتع بها الشباب لتوظيفهم ببلدهم.

ولم يغفل المتحدثون لـ الرأي الشبابي أهمية المغتربين الأردنيين في دعم الاقتصاد الوطني من خلال قيامهم بتحويل دخولهم كعملة أجنبية للبلد لتحقيق نمو اقتصادي وتحسين وضع ميزان المدفوعات الاردني علاوة على اكتسابهم مهارات وخبرات جديدة.

ومع هذه الفائدة، شدد المتحدثون، على «الخسارات» التي يحدثها «الاغتراب» على الوطن، وأبرزها فقدان الطاقات الشابة القادرة على العطاء.

أبو حمور: إيجابيات وسلبيات

وزير المالية الاسبق الدكتور محمد ابو حمور أشار إلى أسباب تقف خلف هجرة الشباب إلى الخارج، أبرزها البحث عن فرص عمل افضل لتحسين حياتهم من خلال استثمار مدخراتهم، اضافة الى ارتفاع معدل البطالة في الاردن والتي تجاوزت 14% وتدني مستوى الاجور ما دفع بالعديد من الشباب للبحث عن فرص عمل خارج الاردن لا سيما في دول الخليج.

وعلى الجانب الايجابي لهجرة الشباب قال ابو حمور ان المهاجرين يقومون بتحويل دخولهم كعملة اجنبية للبلد وبالتالي المساهمة في تحقيق نمو اقتصادي وتحسين وضع ميزان المدفوعات الاردني علاوة على اكتسابهم مهارات وخبرات جديدة، فيما لفت الى آثار سلبية للغربة تتمثل في فقدان الطاقات الشابة القادرة على العطاء.

ورأى ابو حمور أنه يمكن الاستفادة من هؤلاء الشباب في حال توفير فرص عمل لهم في الاردن من خلال جذب استثمارات عربية واجنبية وكذلك عبر تهيئة بيئة استثمارية مناسبة تعتمد على تخفيض الاعباء الضريبية على المستثمرين وتبسط الاجراءات وازالة المعوقات من امامهم ولكن هذا ما لم يحدث خلال السنوات الاخيرة.

الزعبي: مرارة.. ولكن!

الاعلامي المغترب لطفي الزعبي والذي يعمل في دبي أكد أنه «بمجرد التفكير بكلمة اغتراب ينتاب الشخص حالة من عدم الاستقرار والشعور بفقدان أشياء لا تعوض لكن الظروف تجبر الأشخاص على اتخاذ قرار ربما يكون مرا احيانا ولكن لا بد منه».

وذكر الزعبي اسباب البحث عن العمل خارج الوطن، وهي مادية ومهنية، مبيناً أن المادية للعيش بمستوى افضل اجتماعيا من خلال البحث عن الرفاهية, اما المهنية فهي تطوير النفس في مجال التخصص اضافة الى تحقيق نجاح «كنت اسعى اليه في الاردن لكني لم استطع الوصول اليه لاسباب كثيرة».

العمري: التحصيل العلمي

الدكتور محمد العمري، الاستاذ في جامعة كارديف ويلز المملكة المتحدة، قال «هاجرت إلى بريطانيا عام 2007 لمتابعة الدراسات العليا في تخصص (الهندسة الطبية)، بعد حصولي على درجة البكالوريس هندسة الكترونيات من جامعة اليرموك».

هدف العمري من غربته «لاحقق طموحي العلمي لانه لم يكن هناك فرصة لاكمال تعليمي في اليرموك لكن الجامعة التي اكملت فيها دراساتي العليا عينت فيها».

وأضاف «ما زلت احقق المزيد من الانتاج العلمي في البحوث المخبرية لأنني أجد الرعاية للبحوث العلمية، وبمقدار تحصيلك العلمي ونجاحك تجد التقدير والاحترام.. وسأظل مشغولاً بهذه البحوث الجديدة والمتجددة لخدمة الإنسان والإنسانية عامة وبلدي الأردن خاصة».

وأشاد بالمؤتمر الأول لشبكة العلماء الأردنيين والتكنولوجيين في الداخل والخارج الذي عقد مؤخرا في عمان في شهر اب الماضي، وقال إنه هدف إلى استقطاب العقول الأردنية وتجميعهم في ملتقى علمي واحد لتحفيز التواصل العلمي بين العلماء الأردنيين في الداخل والخارج مما يشجع على جلب العقول العلمية العالمية عامة، والعقول الأردنية خاصة.

وذكر الدكتورعبد السلام كايد قرعوش (الاستاذ المساعد الزائر/الجامعة التقنية بميونيخ في المانيا) أن من «الاسباب التي شجعتني على العمل في الخارج عدم توافر فرص العمل المناسبة في المملكة ورغبتي في اكمال دراساتي العليا في جامعة متميزة على مستوى العالم وكذلك رغبتي في افادة أبناء بلدي بتجربتي العلمية عبر نقل التكنولوجيا من الخارج للداخل اضافة الى توافر المنح الدراسية والتمويل لدعم البحث العلمي».

الدكتور فادي الخطيب، مدير مكتب التقييم والاعتماد الاكاديمي وأستاذ مشارك في علم الاقتصاد والإدارة الصيدلانية في جامعة تكساس، نوه بأن غياب تكافؤ الفرص يزيد من هجرة العقول الاردنية الى الخارج اضافة الى الاسباب الاقتصادية والاجتماعية.

وقال «ما يزيد الاحباط عند الشباب الاردني هو عندما يستعان بخبراء اجانب لتقديم المشورة بموضوع ما, وهم مغيبون، اضافه لضعف وترهل مؤسسات البحث العلمي وعدم توظيفها في خدمة المجتمع» ما «دفعهم للإسراع باتخاذ قرار الهجرة والاستقرار في بلاد الغربة والبحث عن فرص تناسب مؤهلاتهم العلمية رغم الآثار السلبية على مستقبل العلم والإنتاج العلمي والمعرفي في بلدانهم ومجتمعاتهم».

عايش: الهجرة فرصة تتناغم

مع متطلبات الشباب

وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش ان هجرة الشباب للخارج والبحث عن فرصة عمل ووظيفة تتناغم مع متطلباتهم وتطلعاتهم يعود إلى أن الفرص المتوافرة في بلدانهم لا تلبي احتياجاتهم وطموحاتهم في السعي لمستقبل افضل اضافة الى ان الذين يهاجرون للخارج تكون لديهم تطلعات لا يمكن تحقيقها في مجتمعاتهم».

واضاف عايش «للاسف فان في معظم الحالات يهاجر اصحاب المعرفة والمهارة والذين تم الاستثمار في تطويرهم وتعليمهم وبالتالي تستفيد مجتمعات اخرى من هذه العقول والمهارة والمعرفة».

واشار الى ان دولاً مثل دول الخليج تستفيد من خبرات ومهارات الشباب الاردني المهاجر بقيمة مضافة تنعكس على الاقتصاد اضعاف ما يستفيد منه الاردن مثل الحولات المالية التي تقدر بحوالي مليار دينار اردني سنويا فيما الدول الذين يحولون منها تلك الاموال ربما استفادتها منهم باضعاف المبالغ المحولة ولذلك يجب ان يكون لدينا تفكير استراتيجي بكيفية الاستفادة من هذه العقول المهاجرة وبالتالي توفير بيئة اقتصادية اجتماعية علمية حاضنة لهم وايضا التفكير بمشاريع اقتصادية يمكن ان تستوعب المعرفة والمهارة التي يتمتع بها الشباب لتوظيفهم ببلدهم.

ودعا إلى ان تكون لدينا معرفة اوسع واشمل بحاجات ومتطلبات الشباب لانهم يهاجرون بينما لدينا مئات الآلاف من العمالة الوافدة التي لا تتمتع معظمها بالحد الادنى من المهارة والمعرفة التقنية.

وأشار إلى ان هناك من يهاجر ولا يعود للوطن وبالتالي تأتي الخسارة مرتين الاولى بالاستثمار والثانية بقطع صلتهم بالوطن.

الطراونة: ضرورة إيجاد استراتيجية

وطنية للقطاع العلمي

نقيب اطباء الاسنان الدكتور ابراهيم الطراونة دعا الى ايجاد استراتيجية وطنية للقطاع العلمي في الاردن وتحديدا طب الاسنان ليصبح هنالك سياسة تراعي عدد الخريجين وحاجة السوق ليتناسب مع مستوى الخدمة المقدمة من جميع القطاعات لطب الاسنان في الاردن.

وأشار إلى ان ازدياد عدد الخريجين من كليات طب الاسنان والمنتسبين للنقابة والذي يتزامن مع تدني لائحة الاجور التي يتعاطها اطباء الاسنان والتي لم يطرأ عليها اي زيادة منذ عام اضافة الى الرواتب في القطاع العام وارتفاع ايجارات العيادات الطبية في القطاع الخاص، جميع هذه العوامل اصبحت عوامل طاردة لاطباء شباب صاروا يبحثون عن اماكن عمل خارج المملكة.

الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة