مطلوب إلغاء عروبة سوريا

كشف الائتلاف (الوطني) السوري المقيم في اسطنبول عن جانب من دوره المقرر في المؤامرة الدولية لتفتيت سوريا وإلغاء هويتها العربية خدمة لإسرائيل ، فقد وقـّع الاتئلاف اتفاقية انضمام إحدى المنظمات الكردية الانفصالية تنص صراحة على أن الشعب السوري يتكون من قوميات وأديان ومذاهب وعروق مختلفة تسمى مكونات الشعب السوري.اضافة اعلان

سبق لنا أن سمعنا كثيراً اصطلاح (مكونات الشعب العراقي) الذي استعمل كتمهيد لتمزيق العراق وتحويله إلى سنة تستقوي بالقاعدة ، وشيعة تستقوي بإيران ، وأكراد يستقوون بأميركا ، ويحاول كل منهم أن يؤكد هوية خاصة به أو يحصل على حكم ذاتي تمهيدأً للانفصال. وقد جاء الدور على سوريا لتحقيق نفس الغرض بنفس الطريقة.
الاتفاق المشؤوم بين الائتلاف السوري والفصيل الكردي لا ينص فقط على حقوق قومية للأكراد في سوريا ، بل يصل إلى تغيير اسم سوريا بإلغاء صفة العروبة من اسمها ، بحجة أن الشعب السوري مكون من قوميات متعددة ، فتصبح الجمهورية السورية بدلاً من الجمهورية العربية السورية.
الخطة واضحة ومرسومة بعناية ، ويجري تطبيقها علنأً وبالتدريج ، فلا يكفي أن مؤامرة سايكس بيكو قسمت الهلال الخصيب إلى خمسة كيانات ، بل أصبح المطلوب في هذه المرحلة تفتيت كل واحدة من تلك الدول إلى مكوناتها العرقية والقومية والدينية والمذهبية.
حصل هذا في لبنان ، وحصل مثله في العراق وهو يحصل الآن في سوريا ، الامر الذي يجب أن يشكل تحذيراً لدولة أخرى لنا في الأردن .
سوريا كانت وستظل القلب النابض للأمة العربية ، وقد حملت تاريخياً راية القومية العربية والوحدة ، وقـام أبطالها بدور فعـّال وقيادي في الثورة العربية الكبرى ، ومع ذلك يراد تفتيتها وإلغاء هويتها العربية على أيدي عصابات إرهابية تحمل السلاح في وجه الدولة السورية والشعب السوري ، وتعمل تحت مظلة أعداء الأمة العربية.
ليس غريباً والحالة هذه أن تتدفق الأسلحة والدولارات على المنظمات المسلحة في سوريا ، وأن تجد من يؤيد مسعاها لتدمير سوريا ، حتى بعد أن اتضحت المؤامرة لشطب هويتها العربية.
اتفـاق التنازل عن عروبة سوريا ، الذي وقـّعة الائتلاف السوري في اسطنبول ، هو جرس إنذار بالخطر الداهم على وحدة واستقلال وهوية كل البلدان العربية.