الوكيل - علي عبيدات - تنهي الفتاة الأردنية دراستها الجامعية، وتعانق شهادتها في مشهد عاطفي لا مثيل له، فبعد أربع سنوات من التعب والسهر والعناء في وسائل النقل، تحصل على شهادتها وتكون مملؤة بالطاقة والحيوية والشوق للحياة العملية ولتكون منتجة وصاحبة دخل يشعرها أنها صاحب قيمة في مجتمعها.
تبدأ الصدمات بعد تخرجها، فهي أمام خياران، الأول أن تتزوج وأصبح هذا الخيار صعبا لأن الحالة الإقتصادية تجعل من الزواج عقدة، والخيار الثاني أن تعمل وهذا أصعب بكثير.
شهر، شهران، ثلاثة، ولم تسمع أي خبر من ديوان الخدمة المدنية، لتشعر أنها نسي منسي ولا أحد يعبأ بها حتى تشك بنفسها وتفكر في أنها لم تدرس ولا تملك أي مؤهل علمي، ويتفاقم الإنتظار وتبدأ بالبحث عن بديل.
تتجه إلى تقديم طلبات الوظائف عن طريق الشبكة العنكبوتية والمنتديات ومواقع الشبكات، ويصير تدوال إيميل الشركات بين البنات في ذروته، دون فائدة.
رشا، مهندسة كهرباء، وأنهت دراستها منذ عام ونصف، وقد قالت أن كشف الإيملات وأسماء الشركات التي أرسلت لها طلبات التوظيف تجاوزت الــ '450' شركة منذ تخرجها حتى اليوم، فهي تخصص المساء للجلوس أمام الحاسب وإرسال طلبات التوظيف، وحتى الآن هي عاطلة عن العمل.
ومن هذا أيضاً، ابتسام التي تخرجت في جامعة اليرموك من قسم نظم المعلومات الحاسوبية، فقد خاطبت مئات الشركات دون فائدة، حتى أنها أصبحت مرجع صديقاتها في إيملات الشركات وتفكر حالياً بأن تعمل في هذا المجال (بيع طلبات التوظيف).
بعد هذه المرحلة تكون الفتاة أمام مرحلة المقابلات (مقابلات العمل) فبعد أن تمضي الفتاة ساعات أمام مرآتها لتظهر بأجمل مظهر تزامنا مع حرصها على أن تكون بين المتحررة والمحتشمة لكي لا تفهم خطأ، فإن ابتذلن في لباسها ربما يكون المُقابل شيخاً، وإن تحشمت أكثر من المطلوب ربما يكون المُقابل متحرراً ويظنها متخلفة، وبين أن تكون متحررة أو متخلفة تحاول المسكينة أن ترتدي ملابس المقابلة غير الناجحة سلفاً.
كيف تكون المقابلات؟
تعرف الباحثة عن عمل عنوان الشركة، تنطلق وهي على قناعة تامة أن هذه آخر مقابلة لها وتبدأ بتخيل مكتبها المستقل وفنجان قهوتها، ومن هذا ما قالته سحر الحاصلة على بكالورويس محاسبة من جامعة البلقاء التطبيقية، فهي لا تنسى أول مقابلة أجرتها في إحدى الشركات الخاصة، وقد قرأت كل المعوذات وأكثر الأذكار وهي تنتظر في غرفة الإستقبال ريثما تدخل على لجنة المقابلة المكونة من شخص واحد يجري ثلاث اتصالات بوقت واحد ليضفي على نفسه شيئاً من الهيبة أمام المسكينة التي يحبث عن رزقها.
أول وأصعب المقابلات، هي المقابلات الحقيقية، والتي يكون فيها رجل عجوز وبجانبه آنسة أربعينية لا تطيق الفتيات المتخرجات حديثاً من الجامعة ، فيبدأ العجوز (غالباً ما يكون المدير) بأسئلة في صلب التخصص، والآنسة الأربعينية لا تكف عن النظر والتدقيق بأدق تفاصيلها من رأسها لقدمها.
المقابلة السريعة، هذه المقابلة تكشفها الباحثة عن عمل منذ أن ترى المدير، فيكون شاباً يظهر عليه شيئاً من الغرور كأن كل الكون يعمل عنده، فيشعل سيجارة قبل أن يتحدث ويحاول أن يشعرها أنه انسان بسيط ويبدأ بالحديث عن حياتها صعوبة ايجاد العمل ويطلب لها القهوة، وبعد دقائق يطلب منها طلباً يؤكد ما تشك به الفتاة، كأن يقول لها لا تقولي لي أستاذ واكتفي باسمي دون ألقاب.
تستمر ممارسات عدد لا بأس به من مديري الشركات الخاصة بطريقة مشينة، ليشعر المراقب للموضوع أن الباحثة عن وظيفة فريسة ستؤكل في أول تنازل تقدمه.
لا يبرئُ هذا كل الباحثات عن عمل فكثيرات هنَّ الائي قدمن التنازلات لأصحاب العمل وقد اختلط الحابل بالنابل عند مديري الشكرات وظنوا أن من تأتي للعمل في شركته على استعداد تام لتكون صديقته.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو