الجمعة 2024-12-13 06:56 م
 

معبَر"نصيب" .. لُبنانِيّاً: مَنْ يَمنح"الشرعِية"ويفرِض"العُزلَة"؟

01:17 م

ما أن حرّر الجيش السوري معبر نصيب الحدودي من سيطرة الجماعات الارهابية، حتى نشبَت في لبنان'حرب' تصريحات شارَكت فيها قوى لبنانية سياسية وحزبية واقتصادية من مختلف'الشعوب'اللبنانية، ولم يتردد معظمهم في إبداء تفاؤلِه وتبشير اللبنانيين بان اقتصاد بلادهم'سينتعش'،وان فتح المعبر سيُسهِم في استئناف حركة الصادرات الى دول الخليج،الامر – وِفق هؤلاء – الذي سيُخفِّف الكلفة على البضائع ويتيح عرضها بأسعار منافِسة.اضافة اعلان


ليس في تصريحات كهذه ما يثير الدهشة، لكن المثير هنا ان هؤلاء الذين اطلقوا جملة التصريحات المتفائِلة وروّجوا شائِعات تتحدث عن 'بدء مسؤولين'لبنانيين اتصالات مع الحكومة السورية في هذا الشأن،نسوا او تناسوا'الإضاءة' على ما اذا حصل هؤلاء'المسؤولين'على ضوء اخضر من الحكومة اللبنانية كي يتواصَلوا مع'النظام'السوري ويفكّوا'عزلته'؟بعد ان'حظَرَ'ايتام وبقايا فريق 14 آذار المتهاوِي أمثال جعجع والحريري ومَنْ واصَل العيش على ضفاف الأفكار الانعزالية،'حظرَ'اي اتصال بهذا النظام (غير الشرعي) كما يهرِفون.

هذا 'الحظر'الذي تجسّد في مسألة حيوية(عودة النازحين السوريّين) كانت وما تزال محور الجدل السياسي والحزبي والطائفي والمذهبي في لبنان، وبخاصة قبل وخلال وبعد انتخابات السادس من ايار الماضي،التي انتهت لصالح فريق 8 آذار (إن كان ثمة مَن لا يزال يتعاطى مع تصنيف كهذا.. 14 و8 آذار) وادّت في النهاية الى انهيار'تفاهُم مِعراب' الذي تم بين جعجع والجنرال عون،ما اسفر عن'تسهيل'وصول الاخير الى رئاسة الجمهورية،لكن'التفاهم'بينهما وبخاصة بعد الإنتخابات النيابية تعثّر وادّى ضمن امور اخرى،الى'تصعيب'مهمة الحريري في تشكيل حكومة جديدة، وتحديدا في شأن'حصة'حزب القوات اللبنانية (جعجع) في الحكومة العتيدة،اضافة الى'عقدة'التمثيل الدرزي حيث يصر وليد جنبلاط على حقِّه في تسمية الوزراء الدروز الثلاثة،فيما يرفض رئيس الجمهورية وصِهره جبران باسيل رئيس التيار الحُرّ... ذلك،اما الحريري المنحاز (حتى الآن) لجعجع وجنبلاط، فيُبدي شجاعة (غير معهودة) مُواصِلاً اللعب على التناقضات والخلافات القائمة،بدعم اقليمي لإبقاء وتيرة التوتر..مرتفِعة.ما علينا..

يتناسى المُتحمسون لمقولة انتعاش الاقتصاد اللبناني بعد تحرير معبر نصيب،الحملة العنصرية الشرسة التي يواصلونها ضد النازحين السوريين(كما حملتهم التي لم تتوقف منذ سبعين عاماً،ضد اللاجئين الفلسطينيين)،وبخاصة رفض القوى الانعزالية'اي'تواصل مع'النظام السوري'لتنسيق خطوات عودة هؤلاء الى بلدهم،رغم ان الحكومة السورية دعت مواطنيها للعودة الى مدنهم وقراهم وبلداتهم. لكن الانعزاليين الذين لم يفقِدوا الامل بعد،رغم الهزائم التي لحِقت بمخططاتهم الداعمة للارهابيين،رفضوا ان يقوم اي وزير لبناني بالتواصل مع دمشق(باستثناء مدير الأمن العام'المخابرات'.عباس ابراهيم) لان ذلك التواصل سيفكّ'العزلة'عن النظام ويمنحه'الشرعِية'.

والآن وقد باتت حاجة لبنان ماسّة لـ'التواصل'مع النظام'غير الشرعي والمعزول'،فان السؤال ذاته يبقى قائماً: مَنْ يمنح الشرعية في هذه الحال..أهو المعزول وغير الشرعي؟ام الذي ما يزال يعيش في اوهامه وخزعبلاته،ويواصل الرهان على واشنطن واسرائيل وبعض العواصم العربية،التي أهدرت المليارات في سبيل الإبقاء على الحريق السوري و'إنجاح'مشروع إسقاط الدولة السورية؟.

ثمة فرصة ما تزال قائمة امام هؤلاء لمراجعة انفسهم وإعادة حساباتهم والتفكير بعمق في استحقاقات المعادلات التي كرستها في الميادين العسكرية،واستخلاص دروس الخيبات الذي حصدوها في رهانهم الفاشل على اسرائيل واميركا وبعض العرب،وإدراك حقيقة ان'لا'وجبات مجانية في هذه الأيام،وان السبيل للإستفادة (اقتصادياً) من تحرير معبر نصيب،لا يتِم سوى بالتواصل مع'النظام 'وتقديم جردة حساب عن ارتكاباتهم بحق سوريا والسوريين،والتزام العهود وعلاقات الجوار الاخوية, مع'البوابة'الوحيدة التي تربط لبنان بـ'البَرِّ'العربي،وبغير ذلك فإن الأمور..'لن تمشي'.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة