الأربعاء 2024-12-11 11:12 ص
 

معركة الرقة: جدل التوقيت .. وهوية»المُحَرِّرين»!

07:11 ص

كعادة الاميركيين في كل خطوة يتخذونها، فانهم يسعون الى احاطتها بمزيد من الغموض والمراوغة واستدراج الشكوك والجدل, بهدف الإبقاء على القرار بأيديهم وارتهان الآخرين لمشيئتهم, ولهذا اتسمت معركة تحرير الموصل بكثير من الخلافات والمناكفات على نحو بدا الجميع في انتظار الكلمة «الفصل» من السيد الاميركي, سواء في ما خص دور الحشد الشعبي الذي وسموه بالمذهبية وربطوه بممارسات ومقارفات غير مقبولة، بدا فيها وكأنه طرف «خارجي» غير معني بالشأن العراقي ، ام في طبيعة المشاركة التركية في معركة تحرير عاصمة محافظة نينوى، وهل سيتحرك الاتراك من معسكر بعشيقة؟ ام ان التهديدات العراقية بمواجهة هذه «الغزو» واعلان الحرب على تركيا, قد حال دون تنفيذ اردوغان تهديداته والاكتفاء باطلاق تصريحات تفوح منها رائحة الغضب والتحذير, الا انها تعكس حال عجز وانعدام قدرة على اختراق «سور» المعارضة التي قابلته بها الاطراف العراقية كافة؟ باستثناء بعض الساسة العراقيين الذين ارتموا في حضن انقرة سعيا منهم لعدم فقدان مستقبلهم السياسي بعد ان «تورطوا» في فضيحة سقوط (اقرأ تسليم) الموصل لداعش, وبخاصة محافظها اثيل النجيفي وشقيقه اسامة، المتضامن معه لاسباب عائلية ومذهبية.اضافة اعلان


ما علينا..

الشيء ذاته وإن باختلاف بسيط, يتكرر الان في بدء معركة تحرير «الرقة» التي اتخذ لها «اصحابها» الاسم الكودي «غضب الفرات» في ربط مقصود باسم الغزو التركي للشمال السوري «درع الفرات»، ما ادى الى اندلاع جدل وسجال كانت تركيا على رأسه, لِأسباب مشابهة لملابسات معركة الموصل, حيث لم تتحقق «الرغبة» التركية بالمشاركة في العمليات على الساحة العراقية, وها هي واشنطن صاحبة المواقف المُلتبِسة وحمّالة الأوجه «تنحاز» الى الكرد الذين يقودون قوات «سوريا الديمقراطية» وتعيد الرهان عليهم لمواجهة داعش في الرقة «مُستبعِدة» ربما الى حين, مشاركة أنقرة، التي كانت «اكّدت» على لسان رئيسها, مُشاركتها في معركة الرقة، ولن تقبل ان تكون في خندق واحد مع «ارهابيي» قوات حماية الشعب «YBG» الكردية السورية.

ما يثير الانتباه في شأن بدء معركة الرقة, هوسِرُّ «التوقيت» الذي اعتمدته واشنطن,بِمنحها الضوء الاخضر لقوات سوريا الديمقراطية, بدء عملية «تنظيف» محيط المدينة تمهيدا لمحاصرتها، الامر الذي دفع كثيرين لربط المسألة بالمعركة «القذرة» الدائرة على الساحة الاميركية والتي ستنتهي فجر غدٍ الاربعاء لمعرفة الفائز بالمنصب الرئاسي، رغم ان ربطا كهذا سيكون مؤقتاً وغير مؤثِّر, اللهم الاّ إذا كان المقصود بذلك, إحداث «ضجة» وتجيير ردود الفعل على القرار لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بعد تراجُع اسهمها، وانتعاش حملة منافسها الجمهوري.. ترامب.

هل سيُصار الى «تأجيل» معركة الرقة؟ والتذرع بصعوبات لوجستية تواجهها وبالتالي خلق الاجواء الملائمة لتبرير التراجع عن مواصلة المعركة؟.

يصعب الرهان على ذلك، لان الطرف الاميركي الذي «فَرَضَ» توقيت معركة الموصل, وهو الذي اصدر الاوامر لبدء معركة الرقة, يواجه تحديات عديدة, ليس اقلها ان ادارة اوباما باتت في سباق مع الزمن لتحقيق انجاز «ما» ليس فقط لاضافته الى ارث اوباما التارك قريباً، وانما ايضا وخصوصا خشية الاميركيين من احتمال حدوث مواجهات دامية بين العراقيين والسوريين (كل على حدة) والقوات التركية الغازية, سواء في «تلعفر» حيث بدأ الحشد الشعبي يُضيِّق الخناق على داعش في تلك المدينة الحدودية, وارتفاع نبرة اردوغان في التحذير من مذابح طائفية ومذهبية وعِرقية مهدّداً بالتدخل، ام في الاقتراب الشديد الذي باتت عليه قوات الغزو التركي من مدينة الباب السورية الإستراتيجية, والتي قد تشهد معركة متدحرجة ذات تداعيات كارثية, اذا ما اصرّ الاتراك على اجتياحها, لأن الجيش السوري والحليفان الروسي والايراني, لن يسمحوا بسقوط مدينة استراتيجية كالباب, تفتح «الباب» على حلب وتُهدِّد الخطة السورية الروسية الرامية الى كَنْس الارهابيين من شرقي المدينة واعادة توحيدها, وعودتها الى حضن الدولة السورية.

هو إذاً، مأزق تركي كبير تماما كما هو مأزق أميركي(ما لم تكن هناك صفقة سِرِّية)، اذ ان خطة تحرير الموصل تسير وفق ما هو مُقرّر عراقيا، رغم بطء القوات العراقية في بعض المواقع نتيجة مقاومة داعش, والحشد الشعبي يوشِك إحكام قبضته على تلعفر, قاطعاً طريق الامداد والتواصل بين الاراضي العراقي والسورية التي سيطر عليها داعش طوال عامين واكثر، كذلك في شأن معركة تحرير الرقة, التي تبدو فيها تركيا وقد «أُقصتها» حليفتها الاطلسية (واشنطن) في رسالة واضحة بان «لا» دور لأنقرة (حتى الآن) في مجريات وتطورات الاوضاع على الجبهتين السورية والعراقية، واحتمال خروج اردوغان على الارادة الاميركية ورفع عصا التمرد عليها، وارد (هذه المرة) اكثر من اي وقت, ما قد يؤدي الى تغيير كبير في خريطة التحالفات ومعادلة الاصطفافات الإقليمية, التي لم تستقر بعد ، وهذا التطور الخطير (اذا ما حدث) فانه سيأخذنا الى مشهد جديد ومختلِف, يمكن ان تترتب عليه اعباء واكلاف كثيرة, خصوصا بعد ان اكد «الكرد» في قوات سوريا الديمقراطية, انهم لن يقاتلوا الجيش السوري «ويتمنون» مشاركته في معركة تحرير الرقة.فيما يقول الاميركيون:انهم لا يُنسِّقون مع جيش «النظام»ولا يتواصلون معه,بل إن تواصلهم»الوثيق جداً»هو مع حليفهم..التركي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة