في اعقاب حرب تشرين عام 1973 ، صرح وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك ، هنري كيسنجر : 'لا حرب بدون مصر ، ولا سلام بدون سورية' .
بقدر ما نتحفظ على مكوكيات هنري كيسنجر وتلاعبه بعقل الرئيس المصري أنور السادات ، لابد لنا من الاعتراف بصحة هذه المقولة ، حتى بعد قرابة عقود اربعة.
لأنه في معرض استعراض القوة العسكرية التي يمكن اصطفافها في وجه اسرائيل ، يستحيل إنكار الثقل المصري في هذا المضمار.
ومن الناحية الأخرى ، فإن أي انجاز سلمي تحققه اسرائيل بضغط و دعم من امريكا، لا يمكن أن يمنح اسرائيل الشعور بالأمان ما لم تكن سورية قد وقعت معاهدة السلام .
و ربما يفسر ذلك الواقع الهجمة الأمريكية الاسرائيلية التركية ال ......ال...... على سورية والمستمرة منذ قرابة العامين. هذه الهجمة التي أصبح جلياً أن القصد منها هو انهاك الجيش السوري واخراجه من معادلة المواجهة بشكل نهائي ، واذا ترافق ذلك مع تدمير البنية التحتية السورية ، فهي نعمة إضافية لاسرائيل.
من الناحية العسكرية ، فقد تم تحييد الجيش وسلاح الجو المصريين بشكل شبه كامل حينما توجه السادات الى بيع معظم اسلحته السوفييتية ، وبدأ يسلح مصر من الترسانة الأمريكية ، لأنه من السذاجة بمكان أن نتصور أن الولايات المتحدة تعطي لمصر أو أي دولة عربية أخرى ، أسلحة مكافئة ولا حتى مقاربة ، لما تعطيه لاسرائيل.
ونحن بهذا القول لا نعفي مصر الثورة ، مصر الإخوان ، مصر مرسي من اتخاذ مواقف منحازة الى عروبتها وانتمائها القومي. صحيح أن مصر لا يمكنها قتال اسرائيل حالياً ، وأن استبدال السلاح الأمريكي مسألة مكلفة مادياً وتحتاج الى عشر سنوات على الأقل. لكن الموقف العربي الوطني الصادق المخلص لا يعني مطلقاً أن مدرعات اسرائيل وطائراتها ستبادر بالحرب على مصر بمجرد بروز أي مشكلة صغيرة أو موقف صلب ضدها ، القضية ليست بهذه البساطة.
هذا هو لب القضية : هذا هو المأخذ المصري العربي على إدارة 'الإخوان' لمصر اليوم.
لقد توقعت غالبية المصريين ، وكل العرب الآخرين ، أن تتخذ مصر موقفاً / مواقف تنسجم مع كل ما نادى به 'الإخوان' طيلة عقود ، لا أن يبدأ حكم محمد مرسي برسالة ودية الى شمعون بيرس! ولا أن يستمر بهدم الأنفاق التي تمثل حبل النجاة الوحيد لأهل غزة ، ولا أن يسافر مرسي الى استنبول ويقف ملوحاً بيده وهاتفاً: أن على النظام السوري الرحيل!
وتجيء الصدمة الكبرى عندما يصدر الرئيس مرسي إعلاناً 'دستورياً' يحصن به نفسه من امكانية ملاحقة القضاء المصري له ......على الإطلاق!
حسناً ، ما هو ذلك الأمر الذي يريد مرسي أن يقدم عليه ، وهو يعرف حتماً - وإلا لما كانت هناك ضرورة لمثل هكذا اجراء- أن القضاء وكل الشعب المصري ، سيقفون ضده ؟ مسألة تدعو إلى التعجب ..... والشك.
لم تستطع كل الخطابات والتصريحات التي اطلقها مرسي ورئيس وزرائه حول اقتصار الاعلان الشهير على القضايا السيادية أن تقنع أحداً في مصر أو خارجها ، بأن الرجل محق في اللجوء الى الإعلان الدستوري المزعوم.
مصر دولة مؤسسات ، دولة قوانين وأنظمة ، دولة كبيرة وعريقة ، ومشكلة الطارئين عليها ، السادات ومبارك ومرسي .. انها اكبر منهم و من طموحاتهم وذواتهم التي تنتفخ بمجرد جلوس احدهم على كرسي الرئاسة ، لكن مصر وهي ام الشهداء وموطن الطيبين ، سرعان ما تلفظهم!
فهل يفهم مرسي هذا الدرس قبل فوات الأوان ؟
محمد عمر لقمان أزوقه
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو