السبت 2024-12-14 09:39 م
 

معظلة مجلس النواب الأولى

11:56 ص

أخذ علينا الاخ علي ابو السكر - في برنامج تلفزيوني على قناة القدس - اننا نمتدح جميع المجالس النيابية بما فيها مجلس 2007 الذي تلاحقة شبهة التزوير, ومن نفس المنطلق نمتدح المجلس الحالي اي ان المديح ممارسة روتينية لا قناعة! قلنا اننا - كأردنيين بشكل عام - ربما نكون من ضحايا الثقة العاجلة النابعة من صميم حالة الارتباك العام التي نعايشها منذ عقدين من الزمن على الاقل , ولذلك تجدنا في مساعينا للخلاص من حالة نراهن على حالة أخرى وعلى كل جديد ومنتظر , ونرحب بكل تغيير ونعلق الامال على كل من يشمر عن ذراعية ويعلن النفير من اجل الاصلاح .اضافة اعلان

ومثلنا مثل الحركة الاسلامية هللنا لانتخابات عام 2007 التي شاركت فيها الحركة الاسلامية على اساس قانون انتخاب (مشؤوم ) ونظام الصوت الواحد ( المجزوء ) وبناء على الدوائر ( الوهمية التفتيتية ) وجميعها مصطلحات من قاموس بيانات الحركة, كذا هي الحال في بقية الانتخابات التي سبقت ,لكننا مع ذلك لم نخدع ولم نقع ضحايا الثقة العمياء بدليل ان البرلمانات التي شابها التزوير او قصرت في اداء الواجبات واهملت مصالح الامة حلت ورحلت دون ضجيج ودون ان يلعلع الرصاص, ثم اعطي الخيار كاملا للشعب كي يختار ,فكان اختياره هذا المجلس الذي نراهن عليه لنفس الغايات ولكن بقدر أكبر من الثقة, ولنا في ذلك اسباب تختلف هذه المرة عن غيرها من المرات السابقة .
فليست حساسية الظرف ولا دقته هي ما تدفعنا الى التسليم لهذا المجلس بمصير عملية الاصلاح , وانما القناعة المطلقة بأن هذه هي محصلة اقتراع الأردنيين وخياراتهم ومن يريدون لتمثيلهم , ثم بعد ذلك يأتي القلق بل الخوف الحقيقي مما سينتج عن الفشل – لا سمح الله- اذا ما سمح النواب الجدد بالانحراف عن مصالح الوطن والناس, فالحل والرحيل واجراء انتخابات جديدة لن يكون حلا كافيا عندئذ...!
لا احد يجهل حجم المهمات المطلوبة من هذا المجلس كامل الشرعية غير المزور ولا المدين لاية جهة كانت , ومن هنا مصدر ثقتنا الكبرى بما يمكن له ان ينجزه معتمدا على أصلب اعمدته وهو الاستقلال عن السلطة التنفيذية بجميع مؤسساتها الامنية وغير الأمنية , فمجلس النواب السابع عشر غير ملتزم برد الجميل لاحد غير المواطنين الذين انتخبوه والذين يراهنون اليوم على انه مجلس كامل الاستقلال والسيادة وفيه الكثير الكثير من الشجاعة والتصميم على تجاوز تجارب الماضي بتسجيل نجاحات حقيقية في سجل هذا المجلس على وجه التحديد .
ليست مهمات المجلس الحالي مستحيلة ولا هي معقدة لدرجة اليأس من امكانية انجازها , بل انها ممكنة بعدما تبلورت في الأردن فكرة الاصلاح واصبحت مشروعا واضح المعالم والدرجات , المشكلة الوحيدة تبقى في حجم الاحباطات المتربصة بهذا المجلس , ففي الدغل من ينتظر الهفوات والاخطاء , وخلف المنعطف من يرصد قافلة الاصلاح ويزرع الغاما في طريقها وعلى الطريق طابور خامس طويل يواصل استراتيجية تصيد الهفوات والحفر لهذا المجلس للبرهنة على انه على حق مهما كلف الثمن , هذه قد تكون معظلة هذا المجلس .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة