الوكيل - يدق ناقوس الخطر قطاع التعليم في الاردن بدءا من تراجع التعليم وارتفاع نسبة الأمية بين الطلبة حسب اعتراف وزير التربية والتعليم، ناهيك عن تراجع قيمة اهم عنصر في العملية التعليمية المعلم بسبب خلل في الانظمة والقوانين.
معلمون.. يعتدى عليهم الطلبة احيانا واولياء امورهم احيانا اخرى، بالشتم والضرب والتحقير والاهانه، وقد تصل الى القضية الى المراكز الامنية.
'التربية' و'النقابة' تهددان وتستنكران.. ولكن السؤال كيف يمكن اعادة الهيبة والكرامة للمعلم ومتى يتم وضع حد للاعتداء على المعلمين؟
في الماضي كان الطالب يغير مسار طريقة اذا شاهد معلمه يسير في الشارع ذاته ليس خوفا ولا رعبا، وانما اجلالا واحتراما، وكانت الاسرة تفاخر بوجود معلم في اسرتها وتقول الملكة رانيا العبدالله في حديث لها: 'أنا جدي كان معلما وكبرت وأهلي دائما يفتخرون أن في عائلتنا معلمًا. زمان المعلم كان وجيها في منطقته' واضافت: المعلم الملهم الذي يهتم بطلابه ويجيد مهارات الاتصال معهم ممكن أن ينجز المعجزات بلوح وطبشورة، كل يوم نضع مستقبلنا بين أيديهم أطفالنا، وأنا اعتبر ان الاستثمار بتدريب المعلم وتسليحه بالمهارات الحديثة من أهم أولويات الإصلاح في العالم العربي، فإذا كان الطالب هو محور العملية التعليمية فالمعلم هو المحرك'.
اليوم ضاعت قيم الاحترام والتقدير للمعلم وتراجعت هيبته وتقول استاذة علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقة أمل عوادة: ان تشجيع بعض الاهالي ابناءهم على عدم السماح للمعلمين برفع اصواتهم عليهم، وتقديم شكوى كيديه بحقهم، احد اهم الاسباب التي ساهمت بضياع هيبة المعلم. اضافة الى تعدد مصادر التعليم، فلم يعد المعلم المصدر الوحيد للحصول على المعلومة وانما تعددت المصادر واخطرها الدروس الخصوصية والتكنولوجيا الحديثة.
وتضيف عواده: ان المدارس الخاصة كان لها دور في تراجع وتلاشي هيبة المعلم والتي تمثل انعكاسا للنظام الراسمالي على البلد حيث اصبح الطالب وذووه في بعض المدارس يعتدون على المعلم بحجة ان المعلم يتقاضى راتبه من اولياء الأمور.
اضافة الى الوساطة والمحسوبية التي تساعد في تعيين بعض المعلمين والتي تبرر اعتداء الطالب على معلمه وتقبله واختفاء المكافآت والحوافز الموجهة للمعلمين في قطاع التعليم العام وانعكاسه سلبا على ادائه داخل الصف. وترى عوادة ان اعادة الاعتبار والهيبة الى المعلم تكون من خلال انحسار الوساطات والمحسوبية في مجال التعليم واعادة النظر في سياسات القبول الجامعي وامتحان الثانوية العامة الذي كان عنصر 'دمار' لمخرجات غير صحيحة في الالتحاق بالجامعة كما يجب تحفيز المعلم من خلال تحسين المستوى المادي وتحفيزه بالمكافآت والترقيات وايقاع عقوبات رادعة بحق كل من يعتدي على معلم.
ويجب اخضاع المعلم الى مقابلات شخصية تبين مدى قدرته في ضبط الطلبه والسيطره علىيهم الطلاب بالاسلوب المحبب غير المنفر.
ويعول رئيس فرع نقابة المعلمين في جرش ناصر نواصرة على دور التشريعات التربوية والاجراءات القانونية المتخذة بحق المعلم خاصة اذا اشتكى عليه أحد الطلاب من خلال التقرير الطبي الذي يعطى للطالب من دون وجه حق في كثير من الاحيان. وكذلك قصور تعليمات الانضباط المدرسي عن القيام بدورها المأمول، حتى صار الطالب يتطاول كثيرا على المعلم.
كما ساهمت مخرجات التعليم الجامعي المتدنية التي شكل قطاع التعليم الحاضنة الاكبر لهذه المخرجات على صورة التعليم بسبب اداء بعض المعلمين.
واشار نواصرة الى تدني المستوى الاقتصادي للمعلم على الرغم من الزيادات الاخيرة التي لا تفي بمتطلبات الحياة اليومية، دفعت بالمعلم للعمل بمهن أخرى مساعدة بحيث اختلط بمجتمعات تلك المهن واكتسب من قيمها، فتغيرت نظرة المجتمع للمعلم. اضافة الى دور الاعلام في رسم صورة للمعلم وكأنه طارئ على المجتمع.
ويحمل نقيب المعلمين النائب مصطفى الرواشده المسؤولية للجميع في الاعتداء على المعلمين خاصة وزارة التربية والتعليم من خلال قصور التشريعات والأنظمة المعمول بها في الوزارة مؤكدا ان هيبة المعلم خط احمر لا يمكن الاعتداء عليها.
نقابة المعلمين طالبت بمجموعة من التشريعات والقوانين تحفظ هيبة المعلم ابرزها عدم توقيف المعلم إلا بعد صدور قرار قضائي بحقه، حيث يعتبر توقيفه قبل صدور القرار القضائي انتهاكا لكرامته ومساسا بهيبته واستهتارا برسالته السامية النبيلة. وان تراعي الاجراءت الامنية كرامة المعلم وهيبته وعدم قبول دعوى كيديه الا بعد التحقق منها داعيا شرائح المجتمع ومؤسسات المجتمع المحلي وكافة الجهات المعنية الى المساهمة في عودة الهيبة لقطاع التعليم والمعلمين.
ويقول رئيس فرع نقابة المعلمين في اربد قاسم المصري ان نقابة المعلمين اعطت قضايا المعلمين اولوية حيث بدأت بجمع المعلومات والبيانات حول مختلف القضايا وعملت على وقف جلب المعلم في حال الشكوى عليه من المدرسة لأن جلبه بهذه الطريقة امام الزملاء والتلاميذ فيه تقليل من شأن المعلم، وتعاقدت النقابة مع مكتب محاماة للدفاع عن قضايا المعلمين ومع ظاهرة الاعتداء والتهجم عليهم. وباشرت نقابة المعلمين برفع دعاوى قانونية على كل من يعتدي على المعلم وتبنت بالتعاون مع مكتب المحاماة وثيقة امن وحماية المعلم.
وترى النقابة ان اعادة هيبة المعلم تحتاج الى مزيد من الاجراءات والخطوات والى تعاون مختلف الجهات والمؤسسات. ولكبح جماح ظاهرة الاعتداء على المعلمين وحفظ كرامتهم وهيبتهم اوصت النقابة بضرورة تفعيل بعض القوانين والانظمة وتطبيقها واهمها المادة (187) من قانون العقوبات، التي تنص على 'حبس من يعتدي على أي موظف حكومي، من عام الى عامين' والتعامل الجدي من الجهات الأمنية والمختصة مع التقارير الطبية التي يقدمها الطلبه والتحقق من صحتها وعدم جلب المعلم من الجهات الامنية من المدرسة واعتماد النقابة الجهة الوحيدة لتقديم كفالة مالية للمعلم اذا تم توقيفه.
العرب اليوم
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو