مــامــا

هناك شيء اسمه (قتل الوقت ) ...وأنا أقوم بذلك عبر التجوال في (كارفور) مثلا أو (السيفوي) ...وأحيانا اشتري (كزبره) و(ضمة جرجير) ..و(ليمون) ....اضافة اعلان

عيوني تكون مثل الكاميرا التي تلتقط سلوك الناس , ووجوههم ..وأثر الصيام عليهم ..أمس مثلا وقفت بجانب (ركن اللحم) في أحد المولات ووقف بجانبي , رجل في الخمسين , عريض المنكبين ..وطويل جدا , كان يقول على الهاتف :- ( ماما رح اصورلك الفخده وأبعتها ع الواتس ..واحكيلي ماما إزا عجبتك) ...ما لفت إنتباهي أنه يقول (ماما) أنا إعتقدت في البداية أن لديه أحفاد , والغريب أن (ماما) لديها (واتسب أب) , كنت أود أن أسأله , عن (بروفايل ) ماما على الفيس بوك .
وبالفعل التقط صورة , لفخذ عجل , وأرسلها على الواتس ..يا ترى ماهو نوع جهاز (الماما) يبدو أنه حديث , بعد قليل تحدثت معه الماما , ودار حوار معها ...حول الكمية ..ثم سألها :- (خالتو مها جايه ولا لاء) ...إذا كان اسم الخاله مها ..يا ترى اسم الوالده ماذا يكون ؟ أتوقع (سوزان) ...
وأنا بقيت , أنظر وأتابع وهو كان على الواتس أب , التقط صورا لجميع القطع وأرسلها للوالدة ( الله يحفظها) ...وأنا كنت أريد شراء (لحمه مفرومه) ,وانتظرت دوري ..وفي النهاية إختار الرجل قطعة كبيرة , ودار جدل بينه وبين اللحام ..بعد ذلك استفزه اللحام فكشر عن أنيابه وصرخ فيه :- ( طيب إسألني كيف بدك اتئطعها بصير هيك ...بدون ما تسأل الزبون كيف بدها تتئطع) ...وأنا إنضممت إليه وتعاطفت معه , وتدخلت قائلا :- ( ما بصير لازم يسألك كيف بدك أتئطعها) ....قال لي فورا :- ( ما بفهموا هدول) ...
على كل حال كان بودي أن أطلب منه رقم (ماما) , كي أرسل لها مقطعا من أغنية :- ( توني مئطم) الجديدة .... (تئبرني ع هالطله) ...ولكني خجلت , نعود للقول :- (ويلك ياللي اتعادينا يا ويلك ويل) ...