بقلم المستشار د نزار نبيل الحرباوي
يعيش المرء في الحياة وھو يستنزف طاقتھ وجھده في مجالات السعي خلف المال والنجاح
والراحة والھناء وتأمين متطلبات الحياة وافتتاح المشروعات المدرّة للدخل ، ويغرق في دوامة
من البحث والسھر والتعب والتفكير والتخطيط ، بينما الأولى بھ أن يحدد اتجاھاتھ المعرفية
والخبراتية والرؤية الباعثة على ضبط مساره قبل الخوض في غمار الحياة .
الفرد حالھ كحال الشعوب والأمم ، فأمة لا تضع رؤية لنفسھا ستدوسھا الأمم المخططة ،
وإنسان يعيش لذاتھ ويخطط لذاتھ ، ويعمل لذاتھ ، ستسحقھ المخططات الجمعية التي ھي
الحاكمة الفعلية اليوم .
في الاقتصاد العالمي ھناك مجاميع قوى ، وفي السياسة الدولية ھناك تحالفات عالمية وإقليمية ،
وفي علم الاجتماع ھناك موازين قوى ومرتكزات يمكن التعويل عليھا لمن يريد أن ينطلق في
حياة تختزل العبثية والعشوائية، وتجارب الآخرين إفراداً وجماعات يمكن أن تثري الكمّ
المعرفي لدى الباحثين عن الحقيقة والتميز .
عندما نقوم بتدريب الفرق والمجموعات في مجالات الإدارة أو القيادة أو التخطيط العصري
والتفاعلي ، نحاول أن نركز على قيمة معرفية مفاھيمية واحدة ، ألا وھي قيمة الثقة بالذات
والانطلاق منھا نحو تحليل الواقع وترسيم المسار ، فلا يمكن الحديث عن رؤية أو رسالة أو
حالة من التميز لمؤسسة أو منشأة لا يعرف قادتھا أو العاملون بھا معالمھا ومميزاتھا ونواقصھا
ومتطلباتھا ،ليكونوا شركاء فعليين في صناعة القرار وحمايتھ والتقدم بالمنشأة بصورة فاعلة .
أما في الحياة الأكاديمية ، فالتركيز يكون على عامل البحث العلمي ، والبحث الذاتي وعدم
الاقتصار على السھل غير المكلف ، وإذا زواجنا بين العلم التخصصي والإدارة التفاعلية ،
وجدنا أن بعض النقاط تبرز بقوة كعوامل للنجاح ، من أبرزھا : الفھم ، والقدرة المنطقية على
التحليل بعيداً عن الھوى والعاطفة ، والرغبة بالتغيير وامتلاك الدافع ، والقدرة على اتخاذ القرار
الشخصي والعام ، وتميز القدرات التفاوضية ، والسعي للتعامل من خلال الفرق التخصصية
وفرق العمل بدل الشخصنة والعمل الفردي ، ووضوح الرؤية والرسالة قبل البدء بالعمل ،
إضافة إلى عامل الاخلاص والاتكال على الله في البعد الروحي الضابط .
لقد نجح الغرب فعلاً في مجال التصنيع والتسويق وإدارة الموارد البشرية ، مع افتقاره للقيم
الدينية الناظمة ، وھذا النجاح كان سببھ ارتباط المؤسسة بالفكرة لا بالشخص ، وتفاعل العاملين
بعد معرفتھم بآثار تفاعلھم على مستوى وضعھم الوظيفي ورواتبھم ومواقعھم في المنشأة التي
يعملون بھا ، وقد تقاعس جيش الموظفين والعاملين لدينا في عالمنا العربي والإسلامي نتيجة
الشخصنة والاستبداد وغياب الرؤية ، ووجود عوامل العبث المصيري في واقع العقول الشابة
وسلبھا رغبتھا بالعلم والتميز عن طريق بناء ذاتھا والثقة بقدراتھا ، في مقابل ربطھا بالواسطة
والمحسوبية والعوامل الھدامة الأخرى.
فمن أبرز مفاتيح النجاح وأقواھا أثراً ، الاھتمام بالشباب وزراعة الأمل في نفوسھم ، وتعبئتھم
بالروح المعرفية التي تحفزھم على البحث والتنقيب عن تجارب الآخرين وأبحاث النجاح
والإدارة العصرية ، والكتب النافعة التي تبني شخصيتھم وتنفعھم في التعامل مع حياتنا
المعاصرة المليئة بالتحديات والصعاب .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو