مفاهيم اللعبة تغيرت

. في السابق، وتحديداً حتى قبل عقدين من الزمن كانت المنافسة في ميادين كرة القدم العالمية تتركز على مقدار ما يقدمه النجوم من امتاع ومهارات وعروض فنية.اضافة اعلان

عند استعراض مسيرة الأسطورة مارادونا على سبيل المثال، فإن المنافسة التي كانت تجمعه مع الفرنسي ميشيل بلاتيني في الدوري الإيطالي بلغت حداً كبيراً من التشويق والاثارة ومن ثم برز الثلاثي الهولندي، رايكارد وفان باستن وخوليت، وأخذوا على عاتقهم بعد اعتزال بلاتيني مقارعة مارادونا على الأرض الايطالية .. فكانت مواجهات نابولي ويوفنتوس وميلان تسرق الأضواء وينتظرها الجمهور العالمي من السنة الى السنة، والأفضلية دوماً تستند الى المردود الفني على أرض الملعب!.
ماذا عن اللعبة حالياً، المنافسة تحولت في كثير من الأحيان من الملعب الى أروقة الأندية .. فالاعلام بات مشغولاً أكثر في مقارنات العقد المالي الذي يربط رونالدو مع الريال، وما يربط ميسي بـ برشلونة .. والمنافسة أخذت تتركز على من يتحصل على الراتب الاعلى في العالم!.
سباق محموم، الريال يقرر رفع راتب رونالدو، ليرد برشلونة بقرار تحسين شروط عقد ميسي، حتى أن الزيادة والتحسين لدى كلا الطرفين تعدت الرقم خمسة .. فيما الجماهير أخذت بدورها تتابع بشغف ذلك السباق المالي .. فالهم الأول لدى انصار برشلونة أن يتحصل ميسي على الراتب الأعلى .. وهو نفس الهم والغاية لدى جماهير الريال، فهي تريد ذلك الامتياز لرونالدو!.
تلك الحالة انعكست على سياسة العرض والطلب حتى أن المبالغ وصلت حد الخيال، فالنادي الباريسي سان جيرمان يعرض على ميسي ما قيمته 400 مليون يورو للظفر بخدماته .. ونسمع عن مبالغ خيالية تخطب ود رونالدو، ما يؤكد أن مفاهيم المتعة اختفت امام سحر المال!.