الأربعاء 2024-12-11 01:41 م
 

مقابلة الملكة

06:29 ص

ندما بدأت قناة 'العرب?ة' بعرض مقتطفات من مقابلة الملكة ران?ا العبدا?، قدّرتُ أنّ الوقت ل?س مناسباً بعد لھكذا مقاب?ت، وظننتُ أناضافة اعلان

من ا?فضل التر?ث قل??ً قبل ھذه الخطوة.
إذ ل?س ھ?نا أن تقرر س?دة أولى الخروج على الرأي العام بمقابلة مطولة ومفصلة، بعد كل ا?حداث الجس?مة التي شھدھا الوطن العربي،
والھزات المؤثرة التي عصفت بمجتمعاتھ.
لكن الملكة ران?ا قررتْ، وبشجاعة الواعي بب?ئتھ ومتغ?راتھا المتواصلة، التحدثَ ل?ردن??ن والعالم أجمع، متجاوزة الحاجز النفسي الذي
خلقھ الرب?ع العربي لدى القادة قبل الس?دات ا?ُوَل، ودفعھم ل?نطواء بع?داً عن الشاشات وع?ون المشاھد?ن.
الرسالة ا?ھم التي بعث بھا حضور الملكة بعد غ?اب طو?ل عن مثل ھذه المقاب?ت، خ?صتھا أن ا?ردن حالة متم?زة، وأنھ ماضٍ نحو
المستقبل بثقة رغم ضعف ا?مكانات. فھو تجاوز 'الرب?ع' بنت?جة مختلفة عن دول أخرى سالت ف?ھا الدماء، واستب?حت ف?ھا ا?نسان?ة
وحقوقھا.
على مدى حلقت?ن مطولت?ن تابعھما الكث?رون، تمكنت الملكة من أن توصل للمواطن ا?ردني والعربي، وحتى لسواھما، ك?ف تشعر س?دة
أولى بعد التحو?ت الكب?رة التي شھدتھا المنطقة؛ ما ھي التأث?رات التي تركتھا تلك التحو?ت على شخص?تھا ونفس?تھا، وك?ف عبرتھا،
كما ا?ردن، بس?م.
الملكة أعادت تقد?م نفسھا س?دة قو?ة واثقة ومسؤولة، من خ?ل كلمات واضحة، تعبّر عن رؤ?تھا وأح?مھا وآمالھا باعتبارھا ملكة، كما
باعتبارھا س?دة لد?ھا مخاوفھا وتحد?ات تواجھھا في مجتمعاتنا الشرق?ة.
الصراحة التي تحدثت بھا الملكة مر?حة. وبظني أنھا أجابت عن كث?ر من التساؤ?ت التي تدور في نفوس ا?ردن??ن أو?، والعرب ثان?ا،
والعالم ثالثا. وكان الك?م الصر?ح، كما التلم?ح وحتى العتب أح?انا، أسلوبا ??صال الرسالة، والتعب?ر عن شعورھا كإنسانة قبل أن تكون
ملكة. ورغم تأك?دھا أكثر من مرة على أن الس?اسة ل?ست مجالھا، إ? أن الملكة ? تخفي إ?مانھا بأن ا?ص?ح والد?مقراط?ة ھما الطر?ق
نحو المستقبل. وضمن ذلك ?تكشف إ?مانھا المطلق، وعن حق، بأن ا?ستثمار في التعل?م ھو الضمانة للتطور وتغ??ر ح?اة المجتمعات
نحو ا?فضل.
لم تخف الملكة، في حلقتي المقابلة، انح?ازھا للتعل?م كاستثمار في ا?ج?ال المقبلة ? بد?ل عنھ، وإصرارھا بالتالي، ورغم كل المع?قات،
على إص?ح ھذا القطاع.
التعل?م بدا وكأنھ قض?ة شخص?ة للملكة؛ تجھد كث?را من أجل تخل?صھ من ما علق بھ من شوائب وما أصابھ من ع?وب، ?دراكھا أن
التعل?م المتطور البع?د عن التلق?ن، ھو أداة الجم?ع في الحصول على فرص متساو?ة في الح?اة.
ھموم الشباب كانت حاضرة في ذھن الملكة، مشخصة الحالة بدقة، بقولھا إن الشباب ?ع?ش ب?ن عالم?ن؛ ا?ول افتراضي جم?ل، ب? ق?ود
على الحر?ات، والطموح ف?ھ ب? حدود؛ ف?ما العالم ا?خر ھو واقع ھؤ?ء الشباب الحق?قي الصعب، ح?ث ?عانون القمع، وعدم احترام
الرأي، وقلة الفرص. وب?ن ھذ?ن العالم?ن، ?توه الشباب بحثا عن عالم أفضل، ?جسّر الھوة ب?ن ا?فتراضي والحق?قي.
للعدالة والحر?ة والد?مقراط?ة واحترام ا?خر والتعا?ش ورفض العنف، حضور خاص في ذھن الملكة. وھي مبادئ خرجت الشعوب
للمطالبة بھا، ولتغدو بالتالي نقاط التقاء من المھم الترك?ز عل?ھا.
ردود الفعل على مقابلة الملكة ران?ا العبدا? متبا?نة؛ فحتماً ھناك المعجب كما ھناك المنتقد. لكن، وكما قالت الملكة، ? أحد معصوم. و?
بأس من النقد المبني على الحقائق والمعرفة، إنما ل?س التجر?ح اعتمادا على شائعات ومعالجات ? أساس لھا من الصحة.
أح?انا، ?لزم المرء أن ?كسر الجل?د، أو حتى الجدران ا?فتراض?ة، ل?كتشف ما تخفي خلفھا، ولتكون بدا?ة جد?دة من ا?مل، على نحو ما
فعل حد?ث الملكة في مقابلتھا ا?خ?رة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة