الأربعاء 2024-12-11 01:36 م
 

ملاحظات سريعة حول مسلسل عمر!

02:26 ص

شاهدت حتى الآن كل ما تم بثه من حلقات مسلسل «عمر» على غير عادة مني، ولكنني كنت حريصا جدا على متابعة هذا العمل تحديدا لعدة أسباب، ربما من أهمها أن كاتبه هو وليد سيف، وهو شخص أحبه على صعيد إبداعي وشخصي، ولا أبالغ حين أقول أن البطل الحقيقي للمسلسل كان وليد سيف، عبر نصه المتقن، بمعنى آخر، النص كان هو البطل بلا منازع، والحوار ممتع إلى أبعد مدى، رغم ضعف الشخصيات التي اختيرت لتأدية أدوار شخصيات عملاقة، لم يتمكن كثيرون من بلوغ ربع قامتها، ولا أريد أن أقلل من جهد أحد، لكنني فجعت بأداء من أدى شخصية عمر، وغيرها، حيث بدا البعض مجرد أقزام في حضرة الشخصيات الحقيقية الحاضرة بقوة في أذهاننا! اضافة اعلان


أمضى وليد سيف 600 يوم تقريبا من البحث والكتابة كما يقول، لإنجاز هذا العمل، ويضيف» كنت خلال هذه المدة أشبه برجل مشغول بإعداد رسالة دكتوراة، لا أتوقف عن القراءة، ولا أكتفي بالمراجع والمصادر القريبة، كنت أبحث عن القديم والبعيد للوقوف على الحقائق التى تعشش فى بطن التاريخ، ولا أبالغ إذا قلت إن هذا المسلسل هو أصعب عمل قدمته فى حياتي، لأن مساحة السرد الدرامي محدودة جدا بالنظر إلى أهمية الشخصيات التى تزامنت مع «عمر بن الخطاب» وأعتقد أن هذا الوقت الذي بذله الدكتور وليد سيف أثمر عن نص بالغ الإبهار، لو توفر له ما يكفي من شخصيات مبهرة!.

أشارك الكثيرين الرأي أن أكبر الأخطاء التي وقع فيها مخرج المسلسل حاتم علي، دبلجته صوت الشاب ثامر إسماعيل الذي تقمص دور عمر واستبدله بصوت الفنان الأردني أسعد خليفة صاحب الصوت الهادر، وهذا ما جعل شخصية عمر فنيا شخصية آلية غير مبهرة تتحرك بنمط واحد، وتتكلم بطبقة صوت واحدة لا تتغير بتغير المواقف وبالجملة، بدت شخصية عمر غير جذابة، ومرتبكة، وغير معبرة كما يجب عن صاحب الشخصية الأصلية!.

من الجوانب المبهرة في المسلسل هذا البذخ في الإنتاج، من تصميم للديكورات والمناظر، ولربما تأتي الرؤية البصرية التى صنعها ناصر الجليلي، في المرتبة الثانية في البطولة بعد النص، حيث شكلت هذه الرؤية عامل إبهار على مستوى عالٍ فى الدقة والتنفيذ ومراعاة التفاصيل الصغيرة

يقول ناصر ..قمنا بإجراء معاينات فى المغرب استغرقت 20 يوماً حتى استقرينا على مكان يتطابق بنسبة 90% لشكل مكة قبل الإسلام، وقمنا ببنائها كاملة فى نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر بشكل مدروس بدقة لمراعاة الفروق والمسافات بين المنازل والكعبة وزوايا الكادرات» ويكشف عن استغراق فريق العمل نحو شهرين فى بناء المدينة المنورة في دمشق، ويكشف أن بناء قصر كسرى في أستوديوهات خاصة بالمسلسل فى دمشق، استغرق نحو سبعة أشهر وكان به 160 بابا، و360 شباكا، وتم زرع 70 نخلة أمامه، ليكون إجمالي الوقت ، شارك فيها طاقم مكون من 50 منفذ ديكور ونحو 50 عاملا يوميا!.

بقيت لدي فكرة خطرت بالبال، هل ثمة أي بعد سياسي في إنتاج هذا العمل الضخم، في سياق المواجهة المستترة بين سنة الخليج وشيعة إيران، خاصة وأن تقديم شخصية عمر الآن يغيظ الشيعة كثيرا، ويحمل رسالة ذات مغزى، كما حملت دبلجة المسلسلات التركية الهابطة رسالة بليغة في محاولة تسخيف تجربة أردوغان وتشويهها!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة