الجمعة 2024-12-13 05:50 ص
 

ملاحظة في قراءة جادة لمذكرات الرئيس بدران

07:04 م

بقيت صورة رئيس الوزراء الذي قطع المسافة بين عمان وبغداد في ثاني يوم العدوان على العراق، شاهداً مثيراً لمسؤول عربي، يستعمل سيارته في طريق صحراوي منعزل، معرّض لقصف مئات الطائرات الاميركية والغربية.اضافة اعلان


لقد تعرفنا الى الرئيس مضر بدران عن كثب خلال السنوات العاصفة التي مرّت، فكان له وصف واحد: الوطني، فهو في قراراته الادارية والاقتصادية كان المسؤول الشجاع، والقادر على ايصال الناس بقيادة الراحل الحسين باخلاص منقطع النظير، فالرئيس لم يكن سهلا، ولم يكن من جماعة: أمرك سيدي، فقد كان يعرف قائده ويخلص له، ويخدم شعبه بهدوء وروية.

لقد اختار الرئيس بدران ان يبقى في بيته، الذي لم يتحول ابداً الى صالون شغب ونميمة، وأنا وبعض الاصحاب كنا نتشرف بزيارته في مواعيد متباعدة وكنا نعيد اكتشاف روحه الرضيّة، وعقله المتوازن ولم نعرف عن رحلته الى بغداد في اول ايام الهجوم الاسود على بلد الرشيد، الا من التذكارات التي اعطاها «للغد» وقتها كان المسؤول الاردني يحسب حساب تموين العراق، ودوائه وحرية تنقل مسؤوليه.. واعداد مينائه الوحيد لمستورداته والشاحنات لتوصيلها، تماماً مثلما كان يفكر ويحسب لحياة الاردنيين. فقد تعامل العدوان معنا كعدو.. ولم يكن يهمنا!! وليس هناك وجه شبه لكنني اتذكر رحلة مشابهة قام بها صديقي الحبيب المرحوم عبدالرحيم عمر حين ملأ سيارة الجمس بأكياس صغيرة من السكر والأرز والزيت والشاي وذهب وحده الى بغداد، الى مكتب حميد سعيد الذي لم يجد في هذا «التموين» ما يبرر المغامرة.. ثم عرفت منه ان التموين كان مفيداً جداً، حين وقف صباحاً فلم يعد قادراً على شرب الماء، او ملء سيارته بالوقود ليذهب الى عمله، فانقطاع الكهرباء اعاد العراق فعلاً الى عصر.. ما قبل الصناعة!!.

كثيرون يقرأون تذكارات دولة مضر بدران، ويكتشفون صلابة وقوة بلدهم في عقود لم يعلق في ذاكرة شبابنا منها الكثير، فجاء ابو عماد ليذكرنا بها، وشكراً للرجل الذي ينعش ذاكرتنا الشعبية بايام مجلس النواب الاول بعد الانقطاع الطويل، وللمشروعات التي كنا نتصدى لها بقروشنا القليلة، فقد لا يعرف الكثيرون ان الرجل والناس القلّة من حوله رفضوا مشروعات الخصخصة، واعتبرها انكاراً لقدرة الاردنيين على تطوير بلدهم.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة