السبت 2024-12-14 08:31 م
 

مناقشة الموازنة : النواب "يهاجمون" الحكومة والنسور في المقعد الأخير "تحديث"

11:36 ص

الوكيل - مجدي الباطية - حذر النائب محمود الخرابشة من ثورة شعبية على الحكومة في حال واصلت سياساتها الاقتصادية التي حولت غالبية الشعب إلى فقراء، وحذر في الوقت ذاته من تطور الأمر إلى ثورة شعبية تهلك الدولة.

و أكد الخرابشة أن الأوضاع الداخلية باتت مهيأة للانفجار في أي لحظة، وبدأ الخرابشة كلمته خلال مناقشة الموازنة العامة لسنة التي بدأت يوم الاثنين 2014، بقوله تعالى ” وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا”، مؤكداً ان أي دولة تظلم شعبها ستهلك حتماً بثورة شعبية.

وقال ان ارقام الموازنة نسخة مكررة عن جميع الموازنات السابقة، وأنها موازنة تقشف تعتمد على المساعدات العربية والأجنبية، ووصف الموازنة بالعاجزة عن تقديم الخدمة للمواطنين وتوفير فرص عمل للشباب، وطالب بموازنة مركزية للمحافظة وما حولها وإيجاد موازنات للمحافظات لتحقيق العدالة في توزيع الخدمات.

اضافة اعلان

و أعلن النائب باسل علاونة عن حجبه الثقة عن الموازنة، موجها نقداً لاذعاً للحكومة قائلا: 'النسور يعيش آخر أيامه'.

وانتقد العلاونة الموازنة والإجراءات الحكومية، التي 'لم تأت لصالح المواطن'، مشيرا إلى أن المواطنين يسألون النواب 'ماذا فعلتم تجاه الإجراءات الحكومية حول رفع الحكومة للأسعار'.

ولفت إلى أن مسؤولين طردوا من اربد اصبحوا وزراء في الحكومة الحالية.

وهاجم العلاونة خلال الجلسة المخصصة لمناقشة موازنة الدولة لعام 2014، والتي يغيب عنها أكثر من 60 نائباً سياسة الحكومة في التعيينات والمتحيزة لجهة معينة، بحسب قوله.

و قال النائب علي السنيد في كلمته لمناقشة الموازنة العامة للسنة المالية 2014، إن الخطر المحدق بالأردن أكبر من الحكومة، حيث يمر الوطن بمرحلة دقيقة.

وأضاف السنيد أن الحكومات المتعاقبة لم تكن أمينة على مصالح المواطن، قائلاً (لا سامح الله من نهب أموال الشعب في حين يسطلي الأردنيون بنار الغلاء).

واعتبر أن فكرة الحكومات البرلمانية خديعة كبرى، ألقت بتبعات سياسة الحكومة على البرلمان، حيث تم تشكيل الحكومات بطريقة مضغوطة.

و قال النائب أمجد المجالي في كلمة عن كتلة النهضة النيابية لمناقشة موزانة الدولة، إن أحدا لا يمكن أن يتكهن لما يجري في ظهرانينا، ما يحتم على الجميع الوقوف في وجه التحديات المحدقة بالوطن، جراء ازمات الأقليم.

وطالب المجالي بمعالجة التهرب الضريبي ومحاسبة الفاسدين، وهي التي تسببت بفقدان الثقة بالحكومة المتعاقبة، مشيراً ان سيف رئيس الحكومة بقي في غمده حين تحدث عن مواجهة الفساد، منتقداً برامج اقتصادية عدة وعلى رأسها التحول الإقتصادي والإجتماعي والفوسفات، لافتاً ان مراكز قوى باتت أقوى من الحكومة، مطالباً بإعادة وليد الكردي المحكوم إلى الأردن.

وأشار المجالي أن كتلته ترى في مشروع قانون الموازنة والوحدات المستقلة انها لم تخرج عن المألوف، وان أرقام الموازنة تبين ان العديد من قرارات الحكومة تهدف الى خفض الإنفاق ،ومع ذلك لم تؤثر على حجم الإنفاق في الموازنة.

و قال النائب سليم البطاينة في كلمة له لمناقشة موازنة الدولة للعام 2014 : 'إن قانون الموازنة والوحدات المستقلة سيمر دون عقبات تذكر، لإدراكنا أن أوضاع الدولة صعبة.'

واستفسر البطاينة عن سبب توقف النسور عن سياسته في تقليص أعداد المؤسسات المستقلة، التي يديرها أبناء الذوات وعابري القارات، مشيراً إلى أن الشعب ينتظر الإطاحة برأس ولو فاسد واحد أهلك مقدرات الأردن.

وطالب البطاينة بموزانة دون سقف للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة على دورهم الكبير في خدمة الوطن.

وحول ملف التسوية للقضية الفلسطينية الذي تسعى له الولايات المتحدة الأمريكية بالإعتراف بيهودية ' إسرائيل ' ،اعتبر البطاينة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ساذج وطالبه بأن يسأل هنري كيسنجر عن سياسة ودبلوماسية القيادة الأردنية، مؤكداً في كلمته (أن الأردن للأردنيين).

من جهته قال النائب سعد البلوي أعلن أن المواطن الأردني يأس من انتظار العدالة، وطالب البلوي بإلغاء مكارم التعليم مؤكداً على ضرورة ان يعامل المواطنين على قدم المساواة، وانتقد وجود مدارس اقل حظاً مطالباً برفع سوية المنظومة التعليمية في جميع المناطق

وقال النائب حازم قشوع بين ان الخصخصة لم تقدم اي شي، مشيرا الى ان الخصخصة لا زالت تدار بطريقة مباشرة او غير مباشرة من قبل الحكومة.

ونوه الى ان عمل الحكومات بالخصخصة اشبه 'بالضحك على اللحى'، داعيا الى ضرورة ان تراعي الحكومة بموازنتها جوانب عديدة.

وبين ان الحكومة 'مش عارف شو تعمل' بالمحنة الخليجية، مؤكدا ان المنحة منذ العام 2011 لم تستغل للان..

وأضاف يجب التفريق بين السياسة والسياسات، حيث اننا في الاردن لا زلنا نعني بكلمة السياسية بالاحتراس، مشيرا الى ان الاحتراس افضى الى ثبات سياسة سعر صرف الدينار، مقدار السياسة، والاستقرار بالمضمون العام المالي.

وقال النائب عوض كريشان في كلمته لمناقشة الموازنة العامة إنه يجب تغليظ العقوبة بحق المجرمين وبائعي المخدرات.

ولفت كريشان ان مطاردة حدثت في معان صباح الإثنين وتم مقتل أحد المواطنين، مطالباً الاجهزة الأمنية بعدم المطاردة على طريقة كاوبوي، مطالباً بأخذ المتهمين بطريقة مؤدبة.

وطالب كريشان بمد خط انبوب فرعي من مياه الديسي إلى مدينة معان، وعمل وحدة فلترة إلى الآبار التي تغذي مدينة معان بسبب الكلس المتراكم فيها، وطالب بتوزيع دونم من أراضي مدينة معان لكل فرد فيها.

و قال النائب رائد الخلايلة ان الاقتصاد الاردني يعاني تحديات وصعوبات كبيرة لعل من ابرزها تواضع معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وشح الموارد الطبيعية وضعف القطاعات الانتاجية وانكشاف الاقتصاد الوطني المباشر والكبير للتقلبات العالمية نظرا لاعتماد انتاجنا المحلي وسلة غذائنا على المستوردات الخارجية.

واضاف في كلمته خلال مناقشة النواب لمشروع قانون الموازنة العامة للدولة: 'ولعل من ابرز الصعوبات والتحديات التي يواجهها اقتصادنا الوطني واكثرها إلحاحا في هذه المرحلة هو الارتفاع الكبير في عجز الموازنة العامة الى مستويات غير مسبوقة وما تبع ذلك من تراكم للدين العام حتى وصل الى مستويات غير آمنة تهدد الاستقرار الاقتصادي بصورة مباشرة'.

وحذر الخلايلة :'من ان يصل الوضع المالي في المملكة الى وضع شبيه بذلك الذي عشناه في نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حيث لم تتمكن خزينة الدولة من سداد حتى فوائد الدين العام ما اضطر الدولة الى اللجوء الى تخفيض قيمة الدينار الاردني بشكل كبير ادخل الاقتصاد الوطني في ازمة كبيرة اضطرت معها الدولة الى اللجوء الى صندوق النقد الدولي لتنفيذ برنامج اصلاح اقتصادي كان المواطن الاردني اكثر المتضررين منه'.

واشار الى ان الفاحص لوضع الموازنة العامة يرى اهمية التدخل العاجل لمعالجة اوضاعها، فمدفوعات فائدة الدين العام تستحوذ على ما يزيد على ثلث النفقات العامة، في حين تستحوذ فاتورة الرواتب والاجور والتقاعد على الثلث الثاني، واذا ما اخذنا بعين الاعتبار حجم الدعم الحكومي لبعض مشتقات البترول والسلع الاخرى نلاحظ أن ما تبقى من نفقات الحكومة المخصصة للجانب الاستثماري والتنموي لا يشكل الا الجزء اليسير من الموازنة العامة، وهذا كله يشير الى ضعف قدرة السياسة المالية في تأدية دورها المنشود في تحقيق التنمية الاقتصادية المستهدفة، ووجود ضعف هيكلي خطير في الموازنة العامة سيكون له آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد الوطني ان لم يتم التصدي له.

فيما اختار رئيس الوزراء عبد الله النسور، ومع بدء مناقشات النواب، يوم الاثنين، لمشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2014 الجلوس في المعقد الأخير في جناح الوزراء تحت القبة.

النسور غادر مقعده في المقدمة واختار الجلوس أخيراً، وظهر خلال المناقشات منهمكاً في تدوين الملاحظات الواردة في كلمات النواب.

و يشرع مجلس النواب اليوم بمناقشة مشروعي قانون الموازنة العامة للدولة لسنة 2014 وقانون موازنة الوحدات الحكومية المستقلة.

ويعقد «النواب» جلسات صباحية ومسائية بهدف اقرار الموازنة العامة للدولة قبل نهاية الاسبوع الحالي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة