الخميس 2024-12-12 12:29 ص
 

منصور " أوضاعنا شاذة لكن التغيير ممكن و قادم "

10:46 م

الوكيل- أكد امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور ان التغيير ممكن، وفرص تحقيق الإصلاح متاحة،على الرغم من واقع الفساد والاستبداد الراهن.اضافة اعلان


وقال في رسالة مفتوحة وجهها الى الاردنيين بمناسبة العيد :” رفعنا في الحركة الإسلامية شعار ( إصلاح النظام ) وهو هدف واقعي قابل للتحقيق، إذا تضافرت الجهود، وصدقت العزائم”.

واهاب منصور بالاردنيين التوحد نصرة لجهود الاصلاح،وتابع:”هلموا لنوحد جهودنا، ونلتف حول هذا الهدف، الذي يعيد للشعب كرامته، ويجعله سيداً في وطنه، ينتخب ممثليه بحرية ونزاهة، ووفق قانون عادل، ويختار حكومته على قاعدة القوي الأمين، وفي ضوء نتائج انتخابات نيابية نزيهة، ولنؤسس لمرحلة جديدة، نتصدى فيها معاً لكل أشكال الفساد والاستبداد” .

وفيما يلي نص الرسالة:

رسالة العيد

الحمد لله المنعم المتفضل، ارتضى لنا الإسلام ديناً، وشرع لنا من العبادات ما يهذب نفوسنا، ويزكي أرواحنا، ويطهر مجتمعاتنا، ويؤهلنا لمرضاة ربنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، خاتم الأنبياء ومتمم مكارم الأخلاق، وقدوة العابدين، وإمام المصلحين، عبّد لنا الدرب، ورسم معالم الطريق، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .

ورضي الله عن الصحابة الأبرار ومن تبعهم بإحسان، الذين تمثلوا حقائق الإيمان، وأقاموا مجتمع الخيرية، وبنوا لنا أمجاداً عز نظيرها، وأرسوا دعائم حضارة ما زالت شاهدة على عظمة دين الله.

وسلام الله عليكم يا أهلنا كل أهلنا في أردن الخير، أردن الصحابة والغر الميامين، والكنف الأول من أكناف بيت المقدس، وفي وطننا العربي الإسلامي الكبير، وفي كل بقعة من بقاع الأرض فيها مسلم يشهد لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة .

سلام الله عليكم وأنتم تودعون رمضان، وتستقبلون هلال شوال، فرحين مسرورين، أن بلّغكم الله رمضان، فصمتم نهاره، وقمتم ليله، وتمثلتم أحكام الصيام، وتأدبتم بآدابه، طاعة لله، وطمعاً في نيل رضاه، عبر رحلة تربوية فريدة، تحقق في ذواتكم تقوى الله، بالمفهوم الواسع للتقوى، التي تزيدنا خوفاً من الله، وطمعاً فيما أعد لمن خافه واتقاه، وعملاً بأحكامه التي صاغت قرون الخيرية، صياغة جديدة، فجعلت من الحفاة العراة العالة خير أمة أخرجت للناس، تحمل رسالة إنسانية عظيمة، ملأت الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً .

سلام الله عليكم وأنتم تعيشون الفرحة الأولى، فرحة الصائم عند فطره، على أمل بلوغ الفرحة الأخرى، فرحة لقاء الصائم وجه ربه، تحقيقاً لوعد الله ( للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ) .

أيها المسلمون في أردننا الحبيب، وفي كل صقع من أصقاع المعمورة : رمضان أسلافنا أحدث تغييراً هائلاً في حياتهم على الصعيدين الفردي والجماعي، فعاشوا على الأرض بقيم السماء، فكان مجتمع المحبة والتراحم والتسامح والتكافل، وشيدوا دولة على قواعد جديدة، وصنعوا أو صنع الله على أيديهم انتصارات باهرة، ليس حباً في القهر والغلبة ومصادرة حقوق الشعوب، وإنما تحرير الإنسان من كل أشكال العبودية لغير الله، التي تزاري بكرامة الإنسان، ولإطلاق طاقاته ومواهبه لإسعاده في الدنيا، وتأهله للفردوس الأعلى في الآخرة .

وننظر اليوم إلى واقعنا فيصدمنا هذا الواقع، بما شاع فيه من فساد واستبداد، وقلق واضطراب، وذهاب ريح، وطمع أعداء، حتى بتنا نتساءل ما الذي أصابنا وأوصلنا هذا الدرك الأسفل ونحن نمتلك كل مقومات النهوض المعنوية والمادية ؟

أيها المسلمون

إننا لعلى يقين أن هذه الأوضاع التي نعيشها اليوم أوضاع شاذة، يأباها الله جل في علاه، وينكرها رسول الله عليه صلوات الله وسلامه، ويضيق بها ذرعاً كل حر شريف، فالكرامة مهدورة، والمقدرات مسلوبة، والجرأة على الأخ والجار والصديق متنامية، والدم المسلم مهدور في كل مكان، على أيدي المحتلين، والحكام المستبدين، والأنظمة العنصرية التي لا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة، ومقدسات المسلمين استباحتها قطعان المستوطنين، حتى بات المسجد الأقصى المبارك يترنح تحت معاول يهود . غير أن هذه الصورة القائمة لا تحملنا على اليأس، إذ لا يأس مع الإيمان، فالتغيير ممكن، وفرص تحقيق الإصلاح متاحة، ومن هنا فقد رفعنا في الحركة الإسلامية شعار ( إصلاح النظام ) وهو هدف واقعي قابل للتحقيق، إذا تضافرت الجهود، وصدقت العزائم . ونغتنمها مناسبة نهيب من خلالها بكل مواطنينا أن هلموا لنوحد جهودنا، ونلتف حول هذا الهدف، الذي يعيد للشعب كرامته، ويجعله سيداً في وطنه، ينتخب ممثليه بحرية ونزاهة، ووفق قانون عادل، ويختار حكومته على قاعدة القوي الأمين، وفي ضوء نتائج انتخابات نيابية نزيهة، ولنؤسس لمرحلة جديدة، نتصدى فيها معاً لكل أشكال الفساد والاستبداد .

أيها الإخوة والأخوات إن رمضان الذي أثمر بدراً وفتح مكة وعين جالوت وغيرها قادر على إنتاج إصلاح حقيقي على مختلف الصعد الوطنية والعربية والإسلامية، وبغير ذلك فإننا أحوج ما نكون إلى إعادة النظر في صيامنا وسائر عباداتنا، فالعبادة التي لا تحرر نفوسنا، وتقوي إرادتنا، وتوحد جهودنا، وتطلق طاقاتنا، وتشدنا إلى أهلنا في فلسطين وسوريا وبورما، وكل أرض يعيش المسلمون فيها تحت الاحتلال، وفي ظل القمع وإرهاب الدولة، ليست العبادة التي أمر بها الله، وأداها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلمون الصادقون .

وختاماً أضرع إلى الله تعالى أن يتقبل عباداتنا، ويرشد مسيرتنا، وأن يأخذ بأيدينا لتحقيق ما نصبو إليه من حياة كريمة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأمين العام

حـمزة منصـور


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة