«خيتر بيتر»..... هذا الاسم العجيب ، هو الترجمة الحرفية ل(جحا) العربي، الذي يضحك ويسخر من الظالم والفاسد والمحتل، ويعبر عن روح المقاومة الشعبية للمحتلين ، ولا ننسى (نصر الدين خوجا) جحا الأتراك الذين كان يسخر من المحتلين التتار وقائدهم تيمور لنك، قبل تأسيس الإمبراطورية العثمانية ، لاحظوا ان السخرية طالت حتى الأمير تيمور ، كما هو اسمه الأصلي ، ليسمونه يتمور لنك( ولنك ، تعني الأعرج).
لعل حجا البلغاري خيتر بيتر جاء ردا شعبيا عفويا ، من شعب مقهور ومستعبد على نصر الدين خوجا جحا الأتراك، خلال فترة الحكم العثماني لبلغاريا الذي استمر خمسة قرون على الأقل، رزح فيه البلغار تحت نير الظلم والعبودية .
بالمناسبة، فقد ابتكرت معظم الشعوب جحاه الخاص، فللفرس جُحاهم أيضا ، وهو عندهم فارسيّ الأصل والفصل واسمه (جوجي) من أهل أصفهان ، واسمه الحقيقي - على ذمتهم – هو الملا ناصر الدين.
وهناك حجا في مالطا اسمه جاهان !
00 وفي صقليّه اسمه جويكا !!
كما عرفته أقوام كثيرة ، وهناك ترجمات لنوادره عند الرومانيين واليونان والألبان واليوغوسلاف والأرمن والقوقاز والروس والأوكرانيين والصينيين ، إضافة إلى انتشار نوادره في معظم أنحاء افريقيا .
نرجع لموضوعنا، فقد وضعت المخيلة الشعبية المقاومة نصر الدين خوجا التركي في مواجهة مع خيتر بيتر البلغاري، وهي مواجهة خرج منها الأول مهزوما ومدحورا خلال فترة الاستعباد التركي ، ولما انتهى الاحتلال، انتهى الصراع بين الجحيين. وفرضت الوقائع الجيوبوليتيكية الجديدة نفسها على الشعبين .
اكتشف نصر الدين خوجا أن هناك عدوا داخليا له يتمثل في الإقطاعيين والباشوات والبيكوات الأتراك الذين كانوا يمتصون دماء الشعب التركي بجشعهم وفسادهم، وفي ذات الوقت اكتشف خيتر بيتر أن نير الاستعباد والظلم لم ينزع عن ظهر الشعب البلغاري ـ وأن مستعبدين جدد ، هم الإقطاعيين البلغار (الشربجية) قد استلموا الراية من المستبد التركي.
من أجل هذا، لا بل بسببه، تحالف خيتر بيتر البلغاري مع جحا التركي، وساحا معا في الأصقاع يحاربان الظالمين واللصوص، سواء كانوا اتراكا أم بلغارا. بمعنى أنهم تحولوا الى ساخرين أمميين ضد الجهل والفقر والظلم والاستعباد والاستبعاد والفساد والفاسدين.في الواقع ، هذا ليس التحالف الأول بين الساخرين ضد الظالمين بأصنافهم، ولن يكون التحالف الأخير بالتأكيد.
لنا أن نتخيل منظمة عالمية تضم الساخرين جميعا- أو معظمهم على الأقل- والعضوية لها تتم بدون شورط مسبقة ، عدا شرط الانخراط الجاد والعملي في النضال ضد المستبدين والقامعين والمحتلين ومصاصي دماء الشعوب، في جميع ارجاء العالم، بلا استثناء، بدون تمييز بين عرق أو لون او دين أو فاصوليا.
تخيلوا:
الساخر المسلم والمسيحي والبوذي واليهودي والكونفوشي وجميع الأديان والمعتقدات المثالية، إضافة الى الشيوعي والليبرالي والكونفدرالي والبرجوازي والتركوازي ، الإغريقي والإفريقي والروسي والصعيدي والعربي والإنجليزي (والرياضيات) والباكستاني والبرازيلي، وكل ما ذكر وكل ما لم يذكر.
تخيلوا:
جميع هؤلاء الساخرين العالميين يتمرسون في خندق واحد، ويقاتلون تحت راية الحرية للجميع والديمقراطية للجميع والعدل للجميع . ويرفعون سلاح السخرية ضد نواقصهم اولا، حتى يتحروا منها، ثم يوجهون اسلحتهم ضد أعداء الشعوب جميعا، بلا استثناء. هكذا يتحول الساخرون الى حزب عالمي ضد عولمة الفساد والظلم والاحتلال والهيمنة.
انا قلت ..تخيلوا. ..فقط تخيلوا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو