من أجل أردن أحمر

لم يلفظ هذا العام الأحمر القاني آخر أنفاسه، الا وقد بشرنا علماء الفرنجة باسلوب سهل وبسيط ومريح وجديد لمكافحة السمنة وارتفاع الوزن. وهو بكل بساطة استخدام طبق طعام أحمر اللون.اضافة اعلان

وداعا للون الأبيض لأطباق الطعام وداعا لصحون الألمنيوم والبايركس والزجاح، وداعا لكافة الوان قوس قزح ..عدا الأحمر ..بالأحمر أطعمناه. لا بل أننا سنستخدم اوراق المنيوم حمرا لغايات لف الساندويشات بدل اللون الفضي الحالي .
تخيلوا المعازيم يجلسون على كراسي حمراء في خيمة حمراء ، تقابلهم طاولات حمراء وشراشف حمراء .... ينادون على من يرغب بغسيل يديه، فيقوم البعض الى حنفيات حمراء تخرج منها مياه حمراء بجانبها صابونة حمراء وبشاكير حمراء ..ويعودون ليجدوا المناسف قد سبقتهم على الطاولات الحمراء موضوعة في (سدور) حمراء مصنوعة من الرز الأحمر ..واللبن المريس- طبعا - مصبوغ بالأحمر ...وفي فم رأس الخروف ، ضمة بقدونس حمراء.
تخيلوا أن هؤلاء المعازيم سيأكلون القليل القليل ، وتأتي الطارة الثانية والثالثة والعاشرة، والمنسف ما يزال مكتظا باللحم والرز، فينادي المعازيب على المارين في الطريق لإكمال المناسف ..وتشبع البلد بأكملها من مناسف كانت معدة لثلاثين شخصا فقط لا غير.. كل هذا بفضل اللون الأحمر.
ويمكن تعميم هذا الابتكار لطلي خزائن الأموال الحكومية باللون الأحمر، حتى نقلل من طمع الفاسدين والسارقين ، وربما نحول اوراق العطاءات والمشاريع الحكومية الى اللون الأحمر، حتى يخف النهب والنهش منها.
وربما ايضا نصدر قواشين املاك الدولة، ومواسير المياه وعدادات الكهرباء وموتور السيارة، ونطلي العقبة الخاصة باللون الأحمر
ومبنى شركة الفوسفات والبوتاس والإسمنت والاتصالات، ونطمس عمارات «سكن كريم» بالأحمر الفاقع.
طبعا انا اشكك في قيمة هذه الدراسة، واعتقد انها مجرد حكي فاضي ، فلا بد مثلا أن شركة الكوكاكولا العالمية قد اعتمدت على علماء في (علم نفس المستهلك) لاعتماد اللون الأحمر لمنتجاتها ، ومن المستحيل ان يتفق هؤلاء على اللون الأحمر الذي يخفض من الاستهلاك. ولا ننسى الورود الحمراء التي يعتمدها العشاق دلالة على العطاء وليس على التوفير.
لكني اذا افترضنا – ولو جدلا- أن هذه الدراسة صحيحة ، فإن علينا – حتى نضع ايدينا وارجلنا في مياه شديدة البرودة - علينا أن نطلي الأردن بأكمله باللون الأحمر .