كسر أغنى أغنياء العرب، الأمير الوليد بن طلال، تقليدا ظل محتكرا في الغرب، عندما أعلن قبل أيام أنه سيتبرع بكامل ثروته، البالغة 32 مليار دولار، لتمويل مشاريع إنسانية واجتماعية، تساعد في 'بناء جسور التفاهم الثقافي، وزيادة استقلالية المرأة، والاهتمام بالشباب، وتقديم الإغاثة لدى وقوع كوارث طبيعية، وإقامة عالم أكثر تسامحا'.
طالما اتسم سلوك الأغنياء العرب بالأنانية المفرطة، مقارنة بنظرائهم الأجانب. بعضهم لا يتوانى عن تبذير مئات الملايين على أوجه الحياة الباذخة، والبعض الآخر همه تكديس الملايين في البنوك العالمية. وعندما يرغب أحدهم في تلميع صورته الإعلامية، ينظم حفلا للتبرع بما لا يعادل شيئا من ثروته لفقراء الأمة.
الأثرياء العرب يتصدرون قوائم الأغنياء في العالم. لكن قبل الوليد بن طلال، لم يفكر أحد منهم بمصير الثروة بعد مماته، على غرار ما فعل أقرانه في الغرب، من أمثال بيل غيتس مثلا، الذي تبرع بثروته قبل سنوات.
حين يبلغ ثري مرتبة 'المليارديرية'، لا يعود للمال قيمة في حياته، بعد أن حقق كل غاياته، ونال نصيبه من متع الحياة ومباهجها، وضمن لأبنائه من بعده ما يتمنون. وفي الغرب يقولون إن الأثرياء يعودون إلى شعورهم الإنساني الأول بعد أن يبلغوا مرحلة التخمة من الثروة. وهو ما يدفع بهم إلى التفكير بالآخرين، وتخليد ذكراهم الشخصية إلى الأبد، عن طريق التبرع بثرواتهم.
في المقابل، هناك أثرياء عاشوا وماتوا من دون أن يتذكرهم أحد، لا بل غادروا الدنيا من غير أن يترحم عليهم أقرب الناس إليهم؛ فبخل الأثرياء هو أشنع أنواع البخل.
وفي ثقافتنا العربية والأردنية خصوصا، من يعتبر التكتم على قيمة الثروة ميزة لصاحبها، الذي يحرص في طريقة حياته على عدم إظهار أنه مقتدر ماليا. وكثيرا ما نصطدم بأشخاص بيننا، أو بعد مماتهم، أنهم من طبقة الأثرياء الذين لم يتركوا أثرا على مجتمعهم يفيد بهذا المعنى.
الوليد بن طلال لم يكن ليستطيع أن يخفي ثروته. وقد دوّن قصة صعوده في سلم الثروة بكتاب. وها هو بعد أن بلغ مرتبة ليس لها ما بعدها من مراتب، يعود إلى حيث كان في بداية الطريق؛ متخليا عن ملياراته، لتحسين حياة ملايين الناس حول العالم، ولحساب قيم إنسانية داسها من قبل أصحاب الثروات على مر التاريخ.
ولعل خطوة الوليد تكون فاتحة خير على أمثاله من الأثرياء العرب، الذين بمقدورهم أن يغيروا حياة ملايين العرب بنصف ما يملكون من ثروات.
في الأردن، لم نسمع من قبل عن ثري تبرع بثروته لتحسين حياة الناس من حوله. هناك العديد من رجال الأعمال الناجحين، الذين خصصوا شيئا من ثرواتهم لأعمال الخير، أو وضعوها في صناديق خاصة لتعليم أبناء الفقراء. لكنها تبقى خطوات محدودة جدا؛ فبيننا أثرياء قادرون على تحسين حياة مئات الآلاف من الأردنيين، وتخليد أسمائهم في التاريخ، تماما مثل الأمير الوليد بن طلال.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو