الجمعة 2024-12-13 08:16 م
 

من يحدد مصير الأسد؟

06:59 ص

فجأة وبعد أسابيع من الاعياءات الدولية حيال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، تسقط مدينة تدمر مجددا في قبضة التنظيم الإرهابي رغم انفتاح جبهتين من الحرب عليه، ما يؤكد عدم جدية الحرب ابتداء وان هذا التنظيم الارهابي يتحرك بالريموت كنترول، فالتحليلات العسكرية تقول، انه تلقى اسنادا من العراق بوصول اكثر من خمسة الاف مقاتل لدعم التنظيم في سوريا، ويبدو السؤال غبيا عن كيفية وصول هذا العدد من المقاتلين بأسلحتهم الى سوريا عبر الحدود المضبوطة برأ وجوا بأرقى شبكات الرادار الغربية والشرقية، دون الاشارة بوضوح الى تسهيلات تلقاها التنظيم الارهابي من مركز القرار الذي بات واضحا بعد الاكتشافات في مخازن حلب سواء الاغذية او الاسلحة او المظاهرات التي انطلقت فجأة تبكي حلب وسكانها .

اضافة اعلان


ما جرى في حلب ويجري على قاطع تدمر وتراجع الحرب وطبولها في الموصل، يؤكد أن الحرب على الارهاب – وهذا اسم الدلع او الاسم الحركي – هي حرب على الدولة السورية نفسها تحت حجج النظام الفاشي والنظام الذي يقتل شعبه، علما بأن الحرب الدائرة ليست حربا بين الشعب السوري ونظامه، فهي حرب بين مرتزقة وشذّاذ افاق قدموا من كل اصقاع العالم ويحظون بدعم من كل الدول المجرمة والمتورطة في اسقاط الدولة العراقية تحت ذرائع فاشية النظام العراقي بقيادة الشهيد صدام حسين وامتلاك هذا النظام لاسلحة الدمار الشامل وباقي الاكاذيب التي يُعاد استنساخها في الحرب على الدولة السورية ولا اظن ان الغباء سيتكرر مرتين على الاقل شعبيا، فمن يتابع نشرات اخبار فضائيات الاسترزاق يسمع نفس الخبر من سنوات خمس عن مقتل افراد بقصف لقوات النظام وتاليا بقصف للقوات الروسية وكأن الطرف الآخر يُلقي ببراميل من الحلوى على الجيش السوري وكان مشاهد القتل في سوريا والعراق من العصابة المجرمة مجرد افلام رعب او مقاطع منها .


نقطة الحسم في الحرب وبرود الجبهة السورية هو مستقبل الرئيس بشار الاسد وتحديد مصيره، فكل عواصم الغرب ترى برحيله وهناك دوما رئيس مناوب ينتظر لحظة دخوله على الدبابة الغربية لاستلام مقاليد الحكم كما جرى في العراق وربما يُعاد استنساخ نفس التجربة في فترة انتقالية وبريمر جديد، ثم تمزق سوريا كما تم تمزيق العراق على اسس مذهبية وطائفية واثنية، بعد الانفلات العصاباتي وبريمر السوري، وهذا ما تدركه المعارضة الحقيقية في سوريا والنظام ايضا، وهذا سرّ صمود الدولة السورية حتى اللحظة وصمود نظامها، المدعوم شعبيا رغم رفض كثيرين لهذا الطرح، فلو تخلّى الشعب السوري عن دولته لكان النظام ساقط منذ شهور وربما سنوات لكن الشعب السوري الذي لم يتورط في اللجوء المبرمج والمعارضة المسلحة هو الاكبر عددا وتاثيرا، وهو الذي حافظ على نظامه ودولته .


ما سبق يحدد جواب السؤال والعنوان، الذي يحدد مصير الاسد هو الشعب السوري فقط، فهو الذي حافظ على النظام رغم تنويعات الخصوم لاسباب بقاء الاسد حول طائفية النظام وغيرها من اسباب ثبت زيفها وانجرافها عن الواقع الذي يتكرس على الارض كل ساعة ويجد السند له في كل اكتشاف جديد داخل الاراضي السورية التي يجري تحريرها من ايدي طغمة الارهاب والظلامية .


مصير الاسد لن يحسمه توافق دولي حتى لو قبل الروس ذلك فالنظام ليس عائما على كتلة من الزيت بل يستند الى واقع على الارض يرى في القادم خطرا داهما على تاريخية الدولة السورية وارثها الانساني حتى لو اختلف مع النظام الحالي، فالاساس ان يتم التخلص من الظلام القادم وبعدها يقرر الشعب السوري ما يريد والجميع يقف معه .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة