السبت 2024-12-14 04:37 م
 

من يرد على العدوان؟

01:12 م

إذا اختلفت الآراء حول ما يحدث في سورية، فإنه لا يجوز باي حال من الاحوال ان تختلف لحظة في ادانة العدوان البربري الاسرائيلي على دمشق، ولست من المصدقين أن هناك من صفق وابتهج لهذا العدوان من ابناء جلدتنا العربية، مهما كان موقفه مما يحدث في سورية، حتى لو رأيت ذلك بام عيني.اضافة اعلان

فإسرائيل عدو الامة العربية، في كل زمان ومكان، ولا يمكن ان تحيد البوصلة لاي عربي، بحيث يجد تبريرا، لعدوانها على اي ارض عربية.
العدوان على سورية كشف كثيرا من العورات، فقد كشف تخاذل العرب جميعا، المؤيدين للثورة السورية، قبل المؤيدين للنظام السوري، وكشف كثيرا من المتلطين بالدين والموقف الوطني والديمقراطية بعد أن وضعوا انفسهم في موقف المؤيد للعدو الصهيوني والتشفي بما حدث في سورية.
اكثر ما كشف العدوان عنه هو حجم العربدة والخروج على القانون الدولي من قبل دولة العصابات المدعومة من قبل الإدارة الاميركية ودول عظمى أخرى، لأنها لا ترى اي رد من ما تبقى من النظام العربي الرسمي، ولا ما يهدد مصالحها، لذلك لم تعد تتستر او تخفي مواقفها العدوانية ودعمها لفاشية حكومة العدو الاسرائيلي متجاوزة دفاعها الزائف عن الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان الذي لا تتذكره الا عند المس بمصالحها.
ما حدث في العدوان الاسرائيلي انتهاك للأمن القومي العربي والأمن والسلم الدوليين، والرد أصبح واجبا لوقف كل أشكال العدوان ووضع حد للعربدة الإجرامية المنفلتة من عقالها.
الهوان لم يكن فقط في العدوان الاسرائيلي على دمشق، فقد كشف التهافت العربي الرسمي عمق الهاوية التي انحدر اليها والذي عبّر عنه وفد وزراء الخارجية والجامعة العربية الى واشنطن، حيث أجازوا لأنفسهم حق التنازل عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني تحت مسمى مبادرة، مع ان ترجمتها الفعلية هي مؤامرة، فمن أوكل إليهم التحدث باسم الشعب الفلسطيني الذي أعلن منذ سنوات طوال بأن لا أحد يمثله سوى منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية، وعلى أساس برنامج الاجماع الوطني، وغير ذلك ليس من حق أحد ان ينوب عنه او ينطق باسمه.
إن ما أطلق عليه مبادرة عربية للحل ليس سوى مشروع تفريطي هدفه تصفية القضية الفلسطينية وتضييع القدس وشرعنة المستوطنات، كل هذا يجري والرؤوس مطأطئة والألسنة خرساء والسواعد مكبلة، هذه هي حال النظام الرسمي العربي باجمعه، فمن يستطيع الرد؟
الشعوب العربية تستطيع الرد، الشعوب العربية التي أسقطت رأس النظام السياسي لكامب ديفيد في مصر، وما زال الشعب في الشوارع من أجل انتزاع كامل حقه ولم يستسلم لما جرى بعد مبارك، الشعب الذي اسقط زين العابدين وعلي عبدالله صالح.
الشعب السوري يستطيع الرد من خلال موقف قوي موحد يرفض استمرار شلال الدم ويفرض على الجميع الجلوس الى مائدة المفاوضات من أجل حل سياسي وطني، والشعب الفلسطيني الذي يصر على دفن الانقسام وفضح رموزه وأهدافهم، يستطيع الرد ايضا. الشعوب وحدها دائما تستطيع الرد وتعرف كيف ترد.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة