ليس المقصود بعنوان المقال هو التعريف بمهام وزارة النقل، فهي محددة بقانونها، لكنها مناسبة نعيد فيها التذكير بالوزارة التي غابت قليلا عن الساحة بعد تخليها عن كثير من مهامها في تنظيم النقل برا لصالح هيئة تنظيم النقل البحري وجوا لمصلحة هيئة تنظيم الطيران وبحرا لهيئة النقل البحري ونقل الركاب لمصلحة هيئة نقل الركاب. وما بقي لها هو التشريع والتنظيم ووضع السياسات العامة.
تجتهد وزارة النقل في هذه الأيام في العودة الى التفاصيل، وتسعى الى إعادة رسم خارطة النقل بالمزج بين مشاريع قديمة لم تعد ممكنة التحقق مثل شبكة السكة الوطنية، والنقل بالشاحنات، حتى باص التردد السريع لم يعد يخصها، وربما كان كل ما سبق حافزا للوزارة لاعادة بعث مشاريع ليست موجودة سوى في أرشيفها.
المهم بالنسبة للمواطن هو وضع حد لأزمة النقل العام للركاب ببناء شبكة نقل واقعية وآمنة ومريحة ومنتظمة. وهو ما لم تفعله الوزارة لا عبر مركزها ولا من خلال أذرعها التي يفترض أن تكون مستقلة في قراراتها.
هي مناسبة نبدي فيها تعاطفا لا محدودا مع المئات من رجال السير، الذين يتصدون الى المعارك الدائرة على الطرق، بعدما أصبحت القيادة خوضا في ساحة حرب في غمرة التساؤلات ما إن كانت سلوكيات السير على الطرق، هي المشكلة؟ أم أنظمة السير؟ أم التخطيط والقرارات العشوائية أم أنها مشكلة ثقافة ووعي مروري؟ هل السبب يكمن في ضعف احترام قواعد السير؟ أم أن المشكلة تبدأ في نظام التعليم الذي لا يضع قواعد السير في مرتبة متقدمة كما العلوم الأخرى؟
الى أن تترسخ القناعة بأن مادة قانون السير وآدابه لا تقل أهمية عن مواد الكيمياء والإنجليزي والجغرافيا وغيرها من أمهات المواد، يحتاج واقع الحال كما نراه على الطرق الى جراحات تجميلية، تبدأ بتحديد سير الحافلات وسيارات التكسي العادي والمميز الذي لم يعد يميزه سوى لونه الرمادي.
شوارع عمان تكاد تتلون بالأصفر لكثرة تجوال السيارات الملونة به « التكسي « فيها دون توقف ودون حتى فرصة لإلتقاط الأنفاس فارغة وملآنة مع ما يحمله ذلك من كلفة في حرق واستهلاك الوقود وما يتسبب به من زحام، فيما تنضم الحافلات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الى سباق التنافس في صناعة الفوضى، ونسأل هنا ما هو مصير المئات من هذه الحافلات بعد أن يصبح مشروع باص التردد السريع على طريق الجامعة الأردنية عاملا.
ليس مطلوبا من وزارة النقل اختراع واجبات جديدة، يكفي منها أن تقترب من هموم المواطن وحاجاته الأساسية في شبكة نقل واقعية تلائم طبيعة عمان والمدن الأردنية، وما عليها الا أن تتفرغ للتخطيط الشمولي بعيدا عن تفاصيل ما هي الا مضيعة للوقت وللجهد معا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو