السبت 2024-12-14 10:52 م
 

موائد الخير

09:45 ص

في رمضان كثرت موائد الخير , وتبين أن لدينا مخزونا هائلا من الورع وقد استنفذ تماما .. لكثرة ما ما أنتجنا من (طبايخ) .اضافة اعلان


سيدات من أندية وجمعيات, يقمن موائد خير .. بكامل المكياج :- مضافا إليه كميات هائلة من (الحومره) ... وبالضرورة حتى يكون العمل نبيلا , أن تظهر صورهن مع الفقراء واليتامي , وهن يقدمن وجبات من الدجاج وقد بردت بفعل الزمن وطول الطريق .

بالمقابل , يدرك الأطفال الذين تم إحضارهم للوليمة , أن الصور هي الغاية من كل ما يحدث , وبعضهم تنشق عطرا فرنسيا لأول مرة , وبعضهم طواه الخجل , ولم يعرف ماذا يفعل .. فترك الوجبة وبقي صامتا , متأملا ما يحدث .

وثمة إبتسامات في الصور , وواحدة تصر على أن تظهر صورتها في موقع إلكتروني مغمور , وهي تمنح طفلا من اليتامى , هدية رمزية ...وفي الصورة , تكتشف أن الأسنان قد طلتها للتو بمبيض , فغدت أشبه بالسيراميك ....أصلا الصورة كلها التقطت , حتى تعرف شكل أسنانها الجديد .

وحين تتأمل في الصور , تكتشف أن رئيسة الجمعية , حظيت بالنصيب الأكبر منها وأن المدام كانت واقفة , على توزيع الوجبات , وأن فقر هؤلاء الأطفال قد عصر قلبها ...ولكن الغريب أنها ترتدي طن ذهب , وساعة ألماس ...وهذه من ضرورات الصورة حتي يتبين حجم دلال الزوج...
بالنسبة للأطفال , يبدو أنهم أحضروا للمكان بدون رغبة ... ويبدو أن رمضان اصبح موسما للاستعراض , يتم إحضارهم لولائم لايعرفون لماذا إندلعت ويتم تصويرهم بشتى أنواع الكاميرات , وهم صامتون ... لايملكون قدرة على الرفض أو حتى الكلام .
هل الخير لدينا أصبح جزءا من العرط الاجتماعي ؟ ...
كل ما وددت قوله هو كلمة واحدة (.... )


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة