موسم الزهرة البلدية يفتح بابا للرزق على طريق المطار

يفتح موسم الزهرة البلدية بابا للرزق على طريق مطار الملكة علياء الدولي حيث يفترش شبان جانبي الطريق ببساطات مزينة بالزهرة ذات اللون المائل للاصفر على امل بيعها وتحقيق مردود يعيلون بها اسرهم.اضافة اعلان

وتبدأ مسيرات اصحاب بسطات الزهرة البلدية من الساعة الخامسة صباحا تشمل الذهاب الى المزرعة وقطف الزهرة وصولا الى عرضها للبيع الساعة الثامة صباحا بالتزامن مع بدء الدوام الرسمي.
وتعتبر الزهرة البلدية ذات اللون الاصفر من المحاصيل الموسمية البعلية التي تعتمد على مياه الامطار حيث تحتاج حتى تنضج من 10 شهور الى عام على عكس الزهرة البيضاء التي لاتستغرق مرحلة نموها 45 يوما.
ويرى خبراء اقتصاد ان عمل الشبان بالمحاصيل الموسمية يعكس حاجة هؤلاء المواطنين لزيادة دخولهم نتيجة ارتفاع أسعار السلع وزيادة أعباء المعيشة.
ويستيقظ صدام عاطف عند الخامسة من كل يوم وبعد أن يوقظ عائلته يتجه وإياهم قبل شروق الشمس إلى مزرعة 'الزهرة البلدية' ليقطفوا المحصول الذي ظلوا ينتظرونه 10 أشهر حتى ينضج.
وما أن ينتهي قطاف 'رؤوس الزهرة البلدية' تكون الساعة اقتربت من الثامنة صباحا فيفترق صدام عن العائلة ليتجه الشاب العشريني نحو طريق مطار الملكة علياء الدولي ويبدأ بترتيب الزهرة على جانبه بأفضل الطرق التي يمكن أن تجذب أنظار الزبائن المستهدفين ألا وهم سائقو المركبات على طريق المطار.
ولا بد لمن يتخذ طريق المطار طريقا يوميا لا يمكن إلا وأن يشاهد 'بسطات' الزهرة البلدية على جانب الطريق ذهابا وأيابا.
ويبقى عاطف يعرض الزهرة البلدية حتى الساعة السادسة مساء من كل يوم.
وبحسب عاطف فإن الزهرة البلدية تمكنه من تحقيق ربح يومي يتراوح من 10 الى15 دينارا بعد بيع 100 الى 150 كيلو من الزهرة البلدية يوميا.
ويقول عاطف الذي يساعد والده في إعالة أسرة مكونة من 13 فردا أن سعر كيلو الزهرة البلدية يتراوح من 75 قرشا إلى دينار.
ويبين أنه يقوم خلال العام بزراعة الزهرة البلدية على مساحة 3 دونمات إذ يستأجر الأرض مقابل 1500 دينار سنويا.
ويشير عاطف إلى أن أمانة عمان تلاحقهم باستمرار وتمنعهم من عرض الزهرة على الطريق الممتد إلى مطار الملكة علياء الدولي مطالبا الأمانة السماح لهم بعرض الزهرة على الطريق سيما وان المدة لا تتجاوز شهرين.
ويقول عاطف ' إن العمل بالمحاصيل الموسمية يعتبر مصدر رزق تأكل منه عائلتي ويسهم في التخفيف ماليا عن والدي'.
ولا تختلف قصة عاطف عن صاحب بسطة اخرى سليمان سليحات الذي يستيقظ هو الآخر من الساعة الخامسة صباحة ويذهب الى المزرعة ويقوم بقطف الزهرة البلدية حتى الساعة التاسعة صباحا.
ويقول سليحات الذي يقوم بزراعة الزهرة البلدية في منطقة وادي السير 'بعد قطف الزهرة نقوم بنقلها على ظهر الدواب الى مكان تواجد المركبة ليتم بعدها نقلها الى طريق المطار لعرضها للبيع امام عابري طريق المطار'.
ويشير سليحات الى ان كلفة نقل الزهرة من المزرعة الى طريق المطار 10 دنانير حيث يقوم بنقل 150كيلو يوميا.
ويؤكد سليحات الثلاثيني ان موسم الزهرة البلدية مصدر الدخل الوحيد لاسرتهم المكونة من اربعة افراد مبينا ان الزهرة تحقق مردودا يوميا من 15 دينارا الى 20دينارا.
ويقول سليحات ان الزهرة البلدية يوجد اقبال جيد على شرائها بحكم انها موسمية وذات طعم مختلف على الانواع الاخرى اذ يستمر موسم بيعها ثلاثة شهور فقط.
الموظف في القطاع العام خالد محمود، يشتري الزهرة البلدية بحكم أنها موسمية وتتوفر لفترة محدودة لا تتجاوز الشهرين من كل عام ذلك فضلا عن طعمها المختلف عن الزهرة البيضاء وفق ما يقول.
ويبين أن عرض الزهرة البلدية على جنبات طريق المطار يجذب الانتباه بخاصة اذا كانت مرتبة بطريقة جيدة.
ويشير محمود إلى إنه يشتري الزهرة أسبوعيا بمقدار 4 كيلو بسعر 3 دنانير.
ويرى خبراء اقتصاد أن عمل الشبان في المحاصيل الموسمية يعكس حاجة هؤلاء لزيادة دخولهم نتيجة ارتفاع أسعار السلع وزيادة أعباء المعيشة.
ويرجع عاطف سبب اختياره طريق مطار الملكة علياء لعرض الزهرة بحكم أنه طريق رئيسي وحيوي وقريب من مكان سكنه.
ويصنف بيع الزهرة البلدية ضمن اقتصادات الظل التي لا تدخل في حسابات الدخل القومي.
ويعرّف اقتصاد الظل على أنه 'جميع الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها الأفراد أو المنشآت ولا يتم إحصاؤها بشكل رسمي ولا تعرف الحكومات قيمتها الفعلية ولا تدخل في حسابات الدخل القومي ولا تخضع للنظام الضريبي ولا للرسوم ولا للنظام الإداري والتنظيمي'.
ويقول الخبير الاقتصادي، حسام عايش إن ' تواجد الباعة المتجولين بجانب الطرق الرئيسية يعكس صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كما يعكس مدى الخلل في تركيبة المجتمع'.
ويبين ان وجود الباعة بجانب الطرقات بات شيئا مألوفا وفي تزايد مستمر لأن هذا النوع يبقي الباعة على تماس مباشر مع المواطنين ولا يتحمل خلاله التاجر أي كلفة.
ويؤكد عايش أن عمليات بيع الزهرة البلدية تعكس حاجة المواطنين لزيادة دخولهم نتيجة ارتفاع أسعار السلع وزيادة أعباء المعيشة.