الأربعاء 2024-12-11 02:49 م
 

ميلاد مقاومة مجيد

11:19 ص

نستأذن المحراب والمنبر, ونستأذن الخُطبة والكرزة, ونعلن الاحتفال بميلاد المسيح, وقوفا خلف المقدسات واستمرارا لنهج الحياة الفُضلى التي يجب ان نحياها جميعا على هذه الارض المباركة, نلتمس من الاديان الحرية الانسانية ونرفض القمع والمنع والاحتلال, نشعل شمعة المقاومة ونبيع أرديتنا من اجل شراء سيف كما قال السيد المسيح, نربط على امعائنا حجارة من اجل مقاومة الاحتلال كما شِعب بني هاشم, نستأذن حمامة السلام بالمكوث على غصن الزيتون, كي نرسم المقاومة بين رصاصتين, فما عاد متّسع لغير المقاومة في زمن كافر كالذي نحياه .اضافة اعلان


كثيرون يعلنون ان التاريخ سيكتب ان شعبا على ضفتي النهر صمد وصبر وصابر, لكنني انحاز الى الحياة الحاضرة , فمن حقنا ان ننعم بالمقاومة من اجل تحرير الارض والانسان, وإن كان تحرير الانسان أولى بالتقديم, فالانسان الحر هو القادر على المقاومة في الداخل والخارج, نقاوم سرطانات متعددة, فقرا وبطالة , فسادا وإفسادا, منعا وقمعا , وبعد ذلك نقاوم سرطان الاحتلال الغاشم, فدون تقوية مناعة الجسم الوطني لن نستطيع مقاومة سرطان الاحتلال, ونحن اليوم اجساد وطنية منهوشة بكل الامراض, باستثناء مرض الروح وهذا يكفي, وما زالت كريات الدم البيضاء المنتشرة في كل شرايين الاردن وفلسطين شيبة وشبابا يؤمنون بحرية الاوطان والابدان .

نستاذن الشهداء ونُعلن الدولة غرب النهر, دولة لا سلطة حتى لو اعترفنا بها نحن فقط فهذا يكفي, دولة فلسطينية دون حدود, تمارس دورها بالكامل مقاومة ودبلوماسية, فلا يمكن ان تفاوض النمر ورأسك بين فكيه كما نفعل اليوم, نوقد مشاعل الحرية على ضفتي النهر, حرية سياسية واقتصادية واجتماعية شرق النهر, وكل انواع الحريات غرب النهر , فالاردن الوطني الديمقراطي هو سند فلسطين ولا شيء غيره, نطرح اوراقنا الوطنية ومصالحنا الوطنية كبرامج عمل ومقاومة, فيدعمنا من يشاء او يرفضنا من يشاء, لن نسعى الى حلف او محور, نحن القطب الاقليمي الوحيد الذي يمسك على جمر التحرير بلا تنظير, فالنار تكوينا وحدنا والسرطان يتمدد على ارضنا .

باتت القصة واضحة دون لُبس, ولن نضع امامنا اشارة يساوي مهما كان الرقم المقابل لشرفنا القومي والوطني, نبيع الرداء وترخص الدماء, من اجل اردن وطني ديمقراطي, نتشارك فيه جميعا شظف العيش وحلاوة الاستقلال من التبعية والمعونة الجائرة ونحفر عميقا من اجل الماء والتعدين والسياحة والاعتماد على الذات, من يسمع قصص النجاح من شبابنا الناهض يزداد فخرا, فثمة عقول واعدة تنتظر لحظة الاعتماد على الذات كي يحول ابداعاتها مشاريع على الارض, ثمة خير كثير في باطن الارض وخارجها وتنقصنا ارادة الانطلاق والاطلاق والطلاق من التبعية وشراء رضا الاخرين من حسابنا وعلى حسابنا .

كل عام ونحن بخير وكل صدمة ونحن اقوى, نبارك للاشقاء في الوطن والروح والمستقبل ميلاد المسيح, ونعلن انه ميلاد مقاومة ايضا, نخرج من رماد اللحظة مثل طائر الفينيق, ونرسم واقعنا ومستقبلنا على ايقاع الشوارع المستنفرة وعلى هدير حناجر الشباب الممسك على وعده وعهده بالحرية والاستقلال, فمعونتهم ملح على جراحنا وسيوفهم علينا , ولم يعد لدينا ما نخسره الا القيد وذل المعونة, فاللحظة صالحة لاطلاق الانسان الجديد على ضفتي النهر, فمن يبتكر كل هذه الاشكال من المقاومة قادر على ابتكار كل اشكال التطور والحياة الكريمة, فهذه لحظة الحقيقة الوطنية الكاملة التي ستتحول الى فرصة تاريخية للخروج من رحم الثروة البائسة الى فضاء الدولة الناجحة .

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة