الجمعة 2024-12-13 12:53 م
 

نازحون يروون مشاهد من ''مجزرة الشجاعية''

10:35 م

الوكيل - روى مواطنون نزحوا إلى مجمع الشفاء الطبي صباح الأحد مشاهد مروعة عاشوها في أحياء الشجاعية والشعف والزيتون شرق مدينة غزة، والتي تتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ ساعات مساء أمس، من جثث في الشوارع وأخرى تحت الأنقاض، ونقص في العلاجات والمياه، وذعر يسكن عيون الأطفال هناك.اضافة اعلان


ويقول أبو محمد الحلو (54عامًا) الذي فر مع زوجته وأولاده السبعة من حي الشجاعية، وجاء إلى الشفاء ليطمئن على أخيه الذي فقد الاتصال به 'أخي جهاد الحلو ولديه عائلة من عشرة أفراد يسكنون في شارع النزاز بحي الشجاعية وقصف البيت عليهم، ولا زالوا تحت الأنقاض حتى اللحظة'.

ويضيف الحلو باكيا أن الجيران أبلغوه أنهم سمعوا صوت أخيه وعائلته تحت الأنقاض، وهي تطالب بإنقاذها من تحت الركام، إلا أن أحدًا لم يستطع بسبب القصف الإسرائيلي العشوائي الذي لم يتوقف حتى اللحظة في المنطقة.

وملأت عينيه الدموع بعد أن شعر بالضعف، حين لم يعد يستطيع أن ينقذ أخيه وهو يعلم أنه تحت الركام في منطقة لا تبعد عن مكانه سوى بعض المئات من الأمتار، ويقول 'أين الصليب الأحمر الذي يدعي الإنسانية، أين أحرار العالم، أين العرب ينقذونا مما نحن فيه'.

ويتابع الحلو في حديثه لوكالة 'صفا' إنهم' بشر وينتمي إلى كوكب الأرض الذي يعيش فيه إخوته'، مبينًا أن العالم العربي والإسلامي مقصر في نصرة أهل غزة، ورفع الظلم عنهم.

جثث وجرحى

أما الشاب أسامة النعيزي (30عامًا) فيؤكد لوكالة 'صفا' أنهم عاشوا ليلة تحت قصف الطائرات والمدفعية الإسرائيلية بكل همجية، مضيفًا 'الطفل إذا سمع صوت رصاصة واحدة يصاب بالخوف'.

ويضيف 'أطفالنا عاشوا ساعات طويلة تحت القصف وشاهدوا أثناء خروجنا جثثًا ومصابين فتخيل حالهم، كما أن هناك أطفال أحياء مازالوا يبكون تحت الأنقاض، وأناس يصرخون تحت الأرض في شارع النزاز بالشجاعية، ولم يسعفهم أحد'.

ويشير النعيزي إلى أن ما يجري هذه الأيام يشبه ما فعله شارون بصبرا وشاتيلا ودير ياسين، مناشدًا العالم والشعوب والزعماء العربية والاسلامية بالتدخل لوقف العدوان على غزة، وإعادة إعمار بيوتهم المدمرة.

ويتابع 'ونحن خارجون من الحي الذي أسكن فيه رأيت الشهداء في الشوارع، وكنا نمشي ونرى الدماء والأشلاء هنا وهناك، البيوت تقصف فوق أهلها، ما يجري في الشجاعية مجازر ترتكب، وشهداء وجرحي بالعشرات، وبيوت تهدم، والصمت العربي ينظر إلينا، ولا يحركون ساكن، حسبني الله ونعم الوكيل'.

خوف ورعب

أما الطفلة هدى الرملاوي (10 سنوات) فتقول بكلام هجرته الطفولة والذعر باد في عينيها الصغيرتين 'أريد من رؤساء العالم أن يوقفوا هذه الحرب المجنونة، ويرسلوا بعض الأدوية للمرضى والجرحى وبكفي همالة (تخاذل)'.

وتضيف وهي تجلس على أحد الأرصفة داخل مجمع الشفاء 'نريد أن يرسلوا السلاح إلى المقاومة لأنها تحمي الناس'.

وعن ساعاتها الأخيرة في بيتهم المدمر، تقول هدى 'لم يتوقف القصف طوال الليل، حتى وصل إلى بيتنا وهدم جزء منه، وكنا وقتها نختبئ في غرفة واحدة، إلى أن خرجنا بعد مناشدات كثيرة'، واصفة المشهد 'بالفظيع'.

ويروي الأهالي الذين نزحوا الليلة الماضية إلى مناطق أكثر أمنًا داخل غزة، أنهم تسللوا من أحيائهم الشرقية سيرًا على الأقدام ثم انتقلوا في سيارات الإسعاف والدفاع المدني وبعض سيارات مدنية، باتجاه مجمع الشفاء، مصادفين مشاهد مروعة من الدمار والقتل.

ويقول أبو أنس الشيخ خليل (30عامًا) إنه' وزوجته وطفله (عامان) خرجوا الليلة من الأحياء الشرقية لغزة بثيابهم فقط بمعجزة'، موضحًا أنه فضل مواجهة مخاطر الهرب على أن يبقى في بيته والصواريخ تنزل عليه.

ويضيف لوكالة 'صفا' بصوت متهدج وقد دمعت عيناه 'كانت بعض الشوارع فيها جثث لا أحد قادر على انتشالها'، متابعًا 'تركت أقاربي هناك تحت القصف، لست قادرًا على الاتصال بهم للاطمئنان عليهم بسبب انقطاع الاتصالات هناك، ليس لهم إلا الله'.
(صفا)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة