الجمعة 2024-12-13 08:42 م
 

ناشيونال جيوغرافيك : قناة الشعر الحديث

05:05 م

الوكيل - بحرٌ واحدٌ محيط ، هجرات عظمى، أنا وحش، ميكانيكيو الكوكب اضافة اعلان

لا يمكن أن تكون هذه إلا مقاطع شعرية وليست اسماء برامج تليفزيونية، أنها أسماء نحتت مع سبق الاصرار والترصد الشعري بحب وتقدير عظيمين لظواهر الكوكب الفريد، إبداع ‘شعراء ‘ يحترفون المغامرة والتصوير ويستمتع بها أمثالي من الشعراء المفتونين بالطبيعة من ساكني المقاهي والشرفات الاميل الى الكسل،
الطبيعة أمنا وأم الشعر ايضاً، يرصدها شعراء، هذه المرة بتقنيات ومخاطرة تكشف بكورتها المطلقة واسرارها التي لا تنتهي – نقترب من فكرة الخلود، ندرس آليات ومنهج التحلل وأساليب فناء الأفكار الكبرى وكذا الميلاد والتحول.
ها أنا أخوض البحر مع جاك كوستو ضربت أمواجه وجهه وغمرني معه الرذاذ وتعلمت الإبحار وأنا على سريري نصف نائم، اصطدت سمكة متوحشة من بحيرة ضحلة في غابات الامازون، مع المغامرين تحملنا لدغات الباعوض الاستوائي طوال الليل، ها نحن ألتقينا أيها الوحش في حياتنا فلنأخذ معاً صورة للذكرى وسوف نفلتك في الماء حيث تحب ان تقضي بقية حياتك،
تحملت الحرارة مع رفاقي ونحن ننزلق إلى باطن الارض نتفادي أفاعي بورتريكو المعرضة للانقراض وصولا إلى غرفة مقدسة تحتشد فيه الوطاويط متدلية من السقف،قفزت من شجرة إلى شجرة مع قطط غامضة، بينما أسماك الباركودا تخلص اللحم من العظم بهوس عظيم ثم تستسلم بحلول موسم الجفاف وتصبح هي نفسها فريسة للتماسيح بكل رضا.
هزمت صراعات الوحوش في الغابات صراع الابطال في كل أفلام الاكشن التي انتجتها هوليود على مدار القرن صراع مرصود بلا زيف حيث الحياة حقيقية والموت حقيقي حيث يمكن ان يطال عدسة الكاميرا زخات من الدماء.
نزلت في مهاوي الكهوف العميقة وأنا أتحسس صخوره التي لم يلمسها بشر نباتات قديمة جديدة وحشرات لايعرف مكانها على سلم التطور أحد. بللورات الكالسيت العملاقة الهابطة والصاعدة رات البشر أخيراً وتأكدت أن جمالها لم يذهب سدى .
سواء الحيد المرجاني العظيم وثلوج ايفرست، سواء الجراند كانيون وصحراء كلهاري في متحف كبير لايحتفظ بشىء ولايضيع شىء، مدن طريق الحرير المطمورة في الرمال وقرى الانديز المعلقة ومجاريها السرية، الاشجار التي تخفي مدنا مقدسة والمدينة التي تعبد شجرة.
الشعراء الغواصون وصلوا إلى تيتانيك عبر تقنيات حديثة وبكوا عندما وجدوها كما تخيلوها أجمل مستعمرات الاسماك المثيرة للشجن وحيث زينها المرجان يظن أنها مثل اي سفينة اخرى، تيتانيك قصة التكنولوجيا والفن والجمال والذكريات وقصة حب وأغنية.
هنا تمتزج الوحشية بالجمال القسوة بالأمومة ولا منطق يستطيع ان يفسر ذلك هنا يعمل الشعر بطريقته الخاصة.
الناشيونال جيوغرافيك اقليم من المتعة وحده في تماسات الفن والعلم،
شعراء ناشيونال جيوغرافيك يتمهلون لايام وشهور قبل اخذ اللقطات النادرة لحيوان منعزل او حوت بحجم مبنى سكني عن له ان يتشقلب في الهواء ثم يعود الى الماء او دبابير تهجم على خلية نحل فتفتك بالخلية كلها في دقائق معدودة يتمهلون كما يتمهل الشاعر أمام قصيدة وهو يمعن النظر ويقلب الصور وينتظر الالهام الذي لا تفسير له إلا موهبته الخاصة وحسه العجيب، كما يعاني شعراء ناشيونال جيوغرافيك بحب وتفاني وعزلة تصل الى حد المخاطرة بالنفس كما فعل شعراء في مواجهة المجتمع وخسروا طويلا دون ان يتوقفوا عن المحاولة .
وهي قناة الشعر الحديث فلا مجال للركاكة ولا القولبة المصطنعة فيما تعرض من مواضيع أو أفلام ولاحدود للأفكار فهناك محك واحد هو الاحتراف والمستوى الرفيع والاكتشاف.
احب ان اتقدم الى قناة ناشيونال جيوغرافيك بالشكر لانها الهمتني ديواني الثاني (نمر يبتسم) ….. كما احب ان أشكر الطبيعة .

* شاعر مصري يقيم بالسعودية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة