كل الاحترام لحكومة تشارك الناس في مادبا بخططها التنموية. فمشروع إعطاء المحافظات جزءا من موازنة الدولة، واستثمار ذلك في مشروعات محددة.. مشروع تأخرّ كثيراً، وكان يمكن أن يتأخر أكثر لولا تأكيد جلالة الملك وإلحاحه عليه، فقد كنا منذ مطالع ستينيات القرن الماضي ندعو إلى توزيع الموازنة على المحافظات وليست على الوزارات لأننا كنّا ولا نزال نعتقد أن العاصمة تنمو بشكل غير طبيعي على حساب المملكة!
لا تحتاج محافظة مادبا إلى عبقرية للاسترشاد بالمشروعات القادرة على تحريك الماء الساكن. فالناس تستثمر في السياحة. ولعل جولة في شوارع مادبا تضع أصابع السادة الوزراء على عدد ونوعية الفنادق والمطاعم في المدينة.. يبقى من قصة السياحة الجانب الحضاري الذي يهم السائح وهو: النظافة، واحترام الشارع والرصيف.. وهنا نتحدث عن عمل البلدية الأساسي فمجلس الوزراء الموقر لا يحتاج إلى جولة ليكتشف أن المدينة ليست نظيفة، وأن الناس لا تستعمل الرصيف.. لأنه أصبح هو «الدكّانة»، وأن التجار الأذكياء يروجون ليس لفساتين العرس، وإنما لأكياس الإسمنت وقوارير الماء البلاستيكية.. معروضة على الرصيف، وأن التجار الأذكياء يعلقون أمام متاجرهم أحذية قديمة للبيع.. غير بعيدة عن رؤوس الناس!
لا نلوم البلديات لأن إداراتها ليست منتخبة، وكان يشغلها موظفون. وإنما ننبه إلى المرحلة المقبلة، فنظافة عمان - يوم كانت نظيفة - ليست ناتجة عن عدد عمّال الوطن، وإنما عن تشغيلهم.. وإعطائهم حقهم في الراتب، والضمان والتأمين الصحي، وعمّال البلدية في مادبا يعملون ساعة.. ثم يذهب كل واحد منهم إلى عمله الحقيقي في تنظيف البيوت وخدمتها!
أما وضع مادبا المحافظة في خانة الزراعة، فلنعد إلى القصة القديمة:
- الأرض لم تعد سلّة غذاء الشعب وإنما تحوّلت إلى سلعة للبيع.
- الزراعة تحتاج إلى مزارعين. وقد اختفت هذه المهنة في مادبا.. إلا إذا كنّا نعتقد أن الزراعة لا علاقة لها بالمزارعين!!.
هناك مناطق يمكن إقامة زراعة ناجحة فيها حيث يوجد الماء غربي مادبا، وعلى ضفاف سيل الوالة والهيدان. ولعل من المهم تشجيع الدولة لأصحاب الأراضي بتشكيل جمعيات تعاونية لاستغلال أرض خصبة، نصف غورية.. فيها سدود وينابيع!
- هناك من اقاموا صناعات في مادبا، وهي صناعات ناجحة جداً، ولا بأس من إعادة بنك الانماء الصناعي.. الذي بعناه يوم كنا عارضين الأردن كله للبيع.
- وهناك حاجة لوضع خطة للاستفادة من مياه المجاري المُنقاة في مادبا وغير مادبا لزراعة الأعلاف، وادعو وزارة الزراعة إلى الاستعانة بالناس للتعرف على «وادي الحبيس» وإمكانية اقامة سدود صغيرة عليه ليستفيد منها مزارعو الزيتون، ومنها «التمر» ومناطق معروفة أخرى على وادي الموجب. فتربية المواشي زراعة. وهي بحاجة إلى تركيز فقد انتهت مهنة الراعي التقليدية وصار علينا أن نبني مزارع لتربية الخراف والغنم!
- الأميركي يقول: الصغير جميل أيضاً. فليس المطلوب مشروعات عملاقة، والمطلوب جمع المشروعات الصغيرة في تعاونيات تتولى حاجات ومستلزمات الانتاج، وتتولى التسويق!
تنمية المحافظات تحتاج إلى الناس العاديين وليس بالضرورة إلى علماء الاقتصاد. وتحتاج إلى نفسهم الوطني. وكل محافظة وأنتم بخير!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو