الأربعاء 2024-12-11 01:46 م
 

نبقى نحبه ..

07:02 ص

في لحظة صعود الإسلاميين، كان ثمة ود وغزل ودفاع مستميت.. عنهم في الأردن من بعض الأقلام التي حضنتها السلطة في بلادنا وأغدقت عليها الود...كان ثمة دعوات للحكومات بضرورة الحوار معهم وبضرورة الإستماع لهم...وبعض تلك الأقلام - حماها الله – وظفت جزءا من جهدها الوطني المشكور في إطار حضور ندواتهم ومشاركتهم الاراء والتبشير بفجرهم الوطني الجديد...وبعضهم إعتلى صهوة المحطات الفضائية.. تحت مسمى خبير في الشؤون الإسلامية، وقال عن الحركة أنها معتدلة وطيبة ومتسامحة وأن السلطة لدينا شرسة وقاسية ومرتبطة عضويا بالشروط الأمريكية.اضافة اعلان

هؤلاء ذنوبهم مغفورة وأخطاؤهم تمحى من سجل الدولة..هؤلاء هم الفجر الليبرالي الجديد، هم النخبة التي تحظى بلقاءات دولته، وهم الخائفون على منسوب الحريات في الأردن ومتاح لهم لقاء السفير متى شاءوا، ومسموح لهم نهش الدولة متى شاءوا، ومسموح الحصول على العطف بكل اشكاله :- معنوي ومادي ونفسي...
قبل اسابيع واثناء عيد الجلوس الملكي،فتحت الجرائد كلها فوجئت أن الذين كتبوا في هذه المناسبة ثلاثة فقط وهم :- أنا والزميل رومان حداد، وسمير الحياري فقط.. وتساءلت في لحظة بكاء وطني مشروع على زمن هرب الجميع فيه من الدولة وصارت عبئا على السادة الليبراليين التقدميين المنفتحين...هل نحن اصحاب الولاء المضمون ( في الجيبة) ؟ والاخرون الذين كانت أبواب مؤسسات محصنة تفتح لهم وأبواب القلب..وأبواب كل الخزائن ترفعوا إلى هذا الحد مناسبة تعتبر من أرفع المناسبات الوطنية....
وتأتي الان لحظة الحقيقة لحظة سقوط التحالفات الليبرالية الإسلامية الأمريكية وتكشف مصر بكل مخزونها القومي، عن علاقتهم بأمريكا وإسرائيل عن إستبدادهم..عن إقصائهم لجزء من المجتمع عن محاولاتهم إختراق مؤسسات مصر الأمنية، وتوظيفها لصالح حزب....وتصمت تلك الأقلام والعقول المستنيرة في صحف عمان التي كانت تدافع عنهم وتنهش في سياسة معروف البخيت وترجم فايز الطراونة على جموده وتلوم النسور أنه لم يفتح خط معهم..وتترفع عن الكتابة عن مسير عسكري أقاموه في شوارع عمان بحكم أن القصة عابرة والأجهزة الأمنية هي من ضخمت المسألة..
أظن أن الدولة الأردنية الان في مرحلة وعي، ومرحلة فرز وعليها أن تعرف من هم الذين وقفوا مع جيشها وأمنها ونظامها السياسي في لحظة ربيع عربي أنتج، حالة إسلامية مستبدة كادت أن تودي بدولة تعتبر الاقوى ورأس الحربة في المنطقة وهي مصر...وبين من ظلوا قابضين على جمر وطنهم مدافعين عن نظامه وجيشه وأمنه ومؤسساته...
على الدولة أن تقيم حدا بي اصحاب الولاء الأصيل غير المزيف، وبين من يطلقون على أنفسهم التيار الليبرالي الحر المنفتح الذي يبرر لنفسه أن يتعاطى مع كل رذائل الدنيا في لحظة ويعتبر الأمر إنفتاحا على الاخر.
سقطوا في مصر..وانا لي ضمير مرتاح فلم أترك فرصة أو لحظة إلا وحاولت تعرية المشهد ليس بحثا عن الخصومة وإنما حبا بوطن...يملأ الإيمان نواظره والأقلام الأخرى التي أعطتها الدولة وأغدقت عليها وحمتها واعتبرتها نخبة ووصل الأمر ببعضهم ان يترفع عن لقاء رئيس وزراء سابق ويعتذر ووصل الامر باخر أن يبشر بإنهيار النظام كله، واخرون طلبوا أن تعطى السلطة للإسلاميين قبل ان يأخذوها عنوة....هاهي تخرس وتصمت.
ماذا ستقول كوكبة الليبراليين النجب في الأردن الان ؟ هل ستقول أن شعب مصر إنقلب..أم سينسحبون وسيبدأون بالكتابة عن مشاريع الحكومة ورؤية الملك الثاقبة وكيف أن الأردن نجا من الربيع العربي بسياساته الحكيمة..
أما نحن الذين كان الزميل سامي الزبيدي – رحمه الله – يسمينا بالتيار الليبراعي فسنرضى بنصيبنا...سنرضى بالتهميش، بالبعد..بالإقصاء ولكننا في لحظة صفاء وطني وحين نحاكم ضمائرئنا..سندرك أننا لم نخن البلد وأهل البلد ولم نترك الملك وحيدا، ولم نترك شبابنا في الأجهزة الأمنية وحدهم...على الأقل في لحظة سنكتشف أن لنا ضميرا يتوقد في اللحظات الصعبة...
ما أقسى هذا الوطن...ومع ذلك نبقى نحبه..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة