نتانياهو يتصدر وحديث عن مقبرة السلام "هل ستنفذ التهديدات" .. ؟

الوكيل - علي عبيدات - أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية في إسرائيل الأربعاء أن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، تصدر انتخابات الكنيست بنسبة 23,73 بالمئة لتفاجئ هذه النتائج الكيان الصهيوني برمّته وتبدد التوقعات التي تداولتها أوساط سياسية إسرائيلية وعالمية من قبل.

وتعهد نتانياهو بأن يشكل 'حكومة قوية ومستقرة' ملتزماً بالوعود التي قطعها سابقاً بعد الفوز الذي وصف بالساحق لا لأن نسبة النجاح كانت كبيرة بل لأن نتانياهو خاض غمّار الانتخابات مجابهاً جبهات كثيرة كان أبرزها الحملات الدعائية التي قام بها حزب الاتحاد الصهيوني في الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء.

ونشرت اللجنة الانتخابية على موقعها الإلكتروني النتائج التي أظهرت أن حزب الليكود حصل على 23,73% من الأصوات، يليه في المرتبة الثانية حزب الاتحاد الصهيوني (يسار وسط) بزعامة إسحق هرتزوغ والذي حصل على 19,06% من الأصوات ليدخل نتانياهو ولايته الثالثة على التوالي كرئيس للوزراء، والرابعة منذ توليه هذا المنصب لأول مرة قبل نحو عقدين من الزمن (1996-1999).

وضمن الخطابات الكثيرة والتي تعدد المعنيون فيها، أرسل نتانياهو عشرات الرسائل كان نصيب معارضيه فيها أكثر من نصيب المؤيدين له، خصوصاً في خطاب إعلان الفوز مساء الثلاثاء في المقر الرئيسي لحملته الانتخابية في تل أبيب.

وقال نتانياهو في خطاب النصر 'خلافا لكل التوقعات، حققنا نصرا كبيرا لليكود. حققنا نصرا كبيرا للمعسكر الوطني بقيادة الليكود. حققنا نصرا كبيرا لشعبنا الإسرائيلي'.

وأضاف أمام أنصاره الذين احتشدوا للاحتفال بالفوز 'علينا حاليا أن نؤلف حكومة قوية ومستقرة'.

وكان للقائمة العربية الموحدة التي كان حضورها في انتخابات الكيان الصهيوني أمراً طارئاً لأول مرة منذ قيام دولة الكيان الإسرائيلي عام 1948، نصيب في تلك الرسائل التي ملأ بها نتانياهو منابر الخطابات والصالونات السياسية في حملته الانتخابية، فقد تقدمت الأحزاب العربية بقائمة مشتركة للمشاركة في الانتخابات التشريعية.

وكانت أولى رسائل نتانياهو للقائمة العربية تحذيره وشحذ همم الإسرائيليين للتصويت بأكبر قدر ممكن وعلى نطاق واسع عبر شريط فيديو نشره على صفحته الرسمية على موقع فيس بوك يحذر فيه من أصوات العرب ويدعو فيه الإسرائيليين للتصويت له.

وقال نتانياهو في الفيديو 'قوة اليمين في خطر. الناخبون العرب يتجهون بشكل حاشد إلى صناديق الاقتراع'.

وأضاف 'المنظمات غير الحكومية اليسارية توفر حافلات لهم. لدينا أنتم فقط. إذهبوا إلى مراكز الاقتراع واجلبوا عائلاتكم وأصدقاءكم وقوموا بالتصويت لليكود لإغلاق الفجوة بيننا وبين حزب العمل'.


وأرسل نتانياهو رسائلاً أخرى كانت الأهم بنظره ونظر الإسرائيليين لأن عمّادها تكثيف الإستيطان والتهويّد مؤكداً على تمسكه بسياسة الاستيطان رغم التنديدات الدولية والقرارات الأممية، حيث وعد الإثنين الماضي بتكثيف الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة في حال فوزه بالانتخابات التشريعية التي ستجري الثلاثاء، وذلك من أجل منع تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في المستقبل.

وكان الوعد الأهم في قوله قبل عقد الانتخابات بيوم إنه لن تقام دولة فلسطينية ما دام رئيسا لوزراء إسرائيل. وتجلى هذا في رده على على سؤال من موقع ان.آر.جي الإخباري الإسرائيلي عما إن كانت الدولة الفلسطينية لن تقام إذا ظل رئيسا للوزراء قال نتنياهو 'فعلا'.

ونجمَّ عن هذه التصريحات -التهديدات- - استياء عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الذي صرح بأن الشارع الإسرائيلي 'صوت لدفن عملية السلام، واستمرار الاستيطان'.

جاء ذلك في تصريحات إعلامية، صباح الأربعاء،علق أصحابها على نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت يوم أمس، والتي أظهرت نتائجها الأولية، فوز حزب 'الليكود' (اليميني) بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، على قائمة 'المعسكر الصهيوني' الوسطي، بزعامة اسحاق هرتسوغ.

ومن جهته، قال الناطق باسم حركة فتح، أحمد عساف، لوكالة الأناضول، إن 'القيادة الفلسطينية ستبقى ثابتة على مواقفها، وتواصل العمل في تدويل قضية شعبها'.

وكذلك الحال، أبدى محللون سياسيون استياءهم من النتائج التي لن تكون مفرحة في كلتا الحالتين، لما ضمته برامج المرشحين التي اتفقت على التهويد والاستيطان ودفن السلام، وبدأت المقالات والتعليقات والتغريدات على الصحف والمواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي في هذا الخصوص في اتفاق أقرب ما يكون للتام على استمرار السياسية الصهيونية القديمة بملابسها الجديدة، باعتبار محور الدعايات الاعلامية وركيزة التنافس السياسي قائم على من هو الأكثر تهويداً والأقرب للإستيطان المطلق واعادة حلول القضية الفلسطينية إلى طرقها المسدودة والتي اغلقت بنفس السياسيات التي تطرح اليوم ويفوز اصحابها.