السبت 2024-12-14 02:02 م
 

نحن وعشائر سوريا والعراق

02:30 م

احدى اهم المشكلات التي احدثت خللا في الدولة العراقية خلال العقد الاخير حالة الظلم والاستهداف التي تعرض لها المكون العربي السني في العراق القائم على العشائر كبنية اجتماعية اساسية .

اضافة اعلان


وكان السبب المباشر لهذا هو التركيبة الطائفية للنظام السياسي القائم بعد الاحتلال والذي تم بناؤه بشكل جعل الخلل في بنيته التحتيه وفتح الباب امام سياسات طائفية مارستها حكومات وميليشيات ، وانعكس هذا على تركيبة المؤسسات الامنية والعسكرية ، فضلا عن وجود ميليشيات طائفية تملك نفوذا أكبر من المؤسسات الرسمية ، كا تم تهميش دور السنة العرب سياسيا وخدماتيا وتمثيلا ، اضافة الى عمليات استقطاب لبعض رموزهم بحيث مثلوا مصالحهم ولم يحملوا هموم هذا المكون بل كانوا منحازين للحكومات التي مارست الظلم بحق اهلهم .


وهذا الواقع كان احد اسباب دخول الحكومة العراقية السابقة أزمة مع العديد من مكونات المجتمع والساحة السياسية ، وجعل عملية اسقاط تلك الحكومة مطلبا اقليميا وليس فقط حلا للمشكلة الداخلية .
وللاسف فان السنوات التي مضت جعلت لبعض التنظيمات المتطرفة مكانا في الجغرافيا السنية ، وهذا ليس ايمانا بها بل بحثا عن حماية من ميليشيات التطرف الاخر ، واليوم بعد ان اصبحت قضية داعش ملفا اقليميا وجاءت حكومة عراقية جديدة ، فان تمكين المكون العربي السني لم يعد مطلبا عاما بل برنامجا امنيا وعسكريا وسياسيا شاملا ، وان الشعور بالامن لم يتحقق لان بنية المؤسسات الامنية والعسكرية العراقية ما زالت تتعامل بذات النهج السابق .


التمكين للسنة العرب عنوان ، ربما هو جزء من الحل للحالة العراقية ، وايضا جزء من الحرب على الارهاب وتنظيماته ، ولا بد من دمج لابناء هذا المكون في المؤسسة العسكرية والامنية ، دمج يصاحبه نهج وطني وليس طائفيا في التعامل مع كل مكونات المجتمع والدولة .


ولا بد من انصاف سياسي وخدماتي ، يصاحبه برنامج سياسي مع العشائر باعتبارها العنصر الجامع في تلك المنطقة .


ولعل ما أشار اليه جلالة الملك قبل ايام من ضرورة فتح الابواب مع العشائر في العراق وسوريا ودعمها جزءا من الحلول الهامة للتعامل مع تنظيمات التطرف والارهاب ، وايضا لان هذه العشائر ما زالت هي البنى الاجتماعية التي يمكن ان تشكل ضمانة لمواجهة التفتيت والطائفية والفتن وايضا التخفيف من اثار عمليات انهيار «الدول» وتشرذم كل تفاصيلها .


فتح الابواب مع العشائر العراقية والسورية يحتاج الى ادوات والاهم ان يكون ضمن نهج لادارة مشكلات المنطقة ، والغاية ليست صناعة مراكز نفوذ للدول بل الاستفادة من هذه المؤسسة الاجتماعية الهامة في وقت ضاعت فيه معظم المؤسسات الاخرى باستثناء الميليشيات وتنظيمات التطرف .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة