السبت 2024-12-14 01:53 ص
 

نحو ربيع اردني خالي من الاشواك

12:58 م

بــقلم ... خالد حميد البطاينة


وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لايَشْعُرُونَ *) صدق الله العظيم اضافة اعلان


في الشهور التالية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة ، أظهر إستطلاع للرأي أن ما يقارب 25% من أفراد الشعب الامريكي يعتقدون بأن تلك الأحداث وردت الإشارة إليها في الإنجيل . نشير إلى المعلومة السابقة كمقدمة للقول بأن وجود مجموعة من أبناء الشعب الاردني الذين قد يخضعون لتضليل الجماعات التكفيرية والإقصائية التي تقوم على طروحات فاشية تتخفى خلف قناع الدين الإسلامي وهو منها براء، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين لا يعني نقص الوعي لدى أبناء الشعب الاردني بالمجمل كما لا تشير المعلومة التي ذكرناها حول الشعب الامريكي الى الانتقاص من تحضر ووعي أبناء الشعب الامريكي ، حيث تبين الحقيقتان قوة الشعور الديني والذي تلجأ الجماعات الفاشية الى توظيفه للوصول الى كراسي الحكم كما نشهد حاليا في البلاد العربية.
حقيقة عدم إنتشار جماعة الإخوان المسلمين في الاردن بين النخب العشائرية والمناطقية (بما يشمل حتى المخيمات ، حيث لا دليل على انتشار جماعة الإخوان بشكل يفوق تواجد وحضور التيارات القومية واليسارية وحتى الاسلامية الاخرى كالسلفية ) رغم الفرصة الحصرية للعمل على الساحة الوطنية والتي حصلت عليها الجماعة طوال فترة تمتد الى ثلثي قرن عملت خلال سنوات طويلة منها ضمن اسلوب التقية كجمعية خيرية ودينية و رياضية .
وقد شهدت شخصيا في اربد في الاسبوعين الماضيين العديد من الفعاليات والتي كانت غالبيتها لمناصرة الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الإحتلال ، وخصوصا تلك التي تم تنظيمها في محافظة اربد ومنها تلك الفعالية التي نظمتها حملة صمتك يقتل الاسرى والاخرى التي نظمتها لجنة العمل الوطني في مخيم اربد والاعتصام الذي نظمته جماعة الاخوان المسلمين ، وكان من أبرز الملاحظات على تلك الفعاليات المشاركة الشبابية الكبيرة في الفعاليات التي نظمتها القوى 'الوطنية ' بكافة تياراتها مقابل ضعف مشاركة الشباب الى حد يكاد يقارب الغياب في فعالية الإخوان المسلمين والتي كان غالبية المشاركين فيها من كبار السن ، مما يدفع الى التفائل حول مستقبل الحركة الوطنية الاردنية ، حيث قد يشهد المستقبل حركة وطنية نظيفة ونقية من الشبهات و الشوائب والطفيليات خالية من جماعة الإخوان المسلمين وحزبها . ونضيف الى الأسباب السابقة للتفائل تبلور حالة من الوعي بمخاطر الجماعة وغاياتها المشبوهة لدى غالبية ناشطي الحراكات الشعبية الوطنية ، بالاضافة الى أثر تجربة وصول الحركة الى مواقع السلطة في تونس ومصر ، وطرح أعضائها لقوانين يمكن وصفها بأنها مدخل الى عصور الظلام كمشروع قانون مضاجعة الوداع وإعادة نظام الجواري ومقترح قانون منع تعليم اللغة الإنجليزية في تونس.
ولكن الرهان على وعي الشعب الاردني لا يعفي النظام السياسي والنخب الوطنية من تحمل مسؤولياتهم في هذا المجال ،إذ لا يجوز للنظام السكوت عن المخالفات الدستورية والقانونية لجماعة الإخوان المسلمين وواجهتها السياسية حزب جبهة العمل الموصوف طبقا لأعضائه بالإسلامي الذي لا تخفى ارتباطاته الاقليمية وخطابه المثير للفتنة والمسيء لمكونات الوطن كما يظهر البيان الاخير الصادر عن ذلك الحزب ، وكتابات قيادات الجماعة والحزب ومواقفهما والتي عرضنا بعضها في مجموعة من المقالات السابقة ، ونأمل من النظام تطبيق السيناريو الذي شهدناه اواخر القرن الماضي في التعامل مع حركة حماس على جماعة الاخوان المسلمين في الاردن لأن المبررات التي دفعت حكومة الروابدة الى تبني القرارات التي تبنتها حيال حركة حماس قائمة حاليا لدى جماعة الاخوان المسلمين.أما بالنسبة الى النخب السياسية ، فيتوجب عليها إدراك أهمية العمل على نشر الوعي حول حقيقة الجماعة ومخاطرها بين ابناء المجتمع لان تجنيب مواطن واحد افكارهؤلاء المتطرفين المسمومة 'لهو خير لهم من حمر النعم '.

كنا نأمل وبمرور الزمن ،أن تتحول جماعة الاخوان وحزبها الى حركة وطنية تتبنى مبادئ الديمقراطية والتعددية ، وتؤمن أن المشاركة تقوم على إحترام مكونات الوطن وليس الاستقواء بالخارج وتبني الخطاب الاستعلائي والإقصائي، ولكن المراقب لخطاب الجماعة وتحركاتها على الصعيد الوطني والاقليمي بات يدرك عبثية ذلك الامل . ولا عجب في ذلك وهي فرع للجماعة الام التي أسسهها حسن البنا واراد لها ان تعكس اعجابه بالحزب النازي الذي اسسه هتلر والذي تشير الروايات التاريخية الى وجود العديد من المراسلات المتبادلة بينه وبين البنا ، مما يجعل من السهل تحديد مصدر الشائعة التي انتشرت في مصر خلال سنوات الحرب العالمية الثانية حول تحول ادولف هتلر الى الاسلام وتغييره لاسمه الى الحاج محمد هتلر، ويضاف الى ذلك كتابات البنا في مجلة النذير والتي روج فيها شائعات تدعي أن دول المحور الرئيسية (ايطاليا واليابان والمانيا ) قد أدخلت في مناهجها الدراسية مادة اللغة العربية والدين الاسلامي ، ومن السهل إدراك الغايات القائمة خلف تلك الشائعات.
أخيرا ، نشير الى أن جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة التي سماها الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله بالإخوان المفسدين أو المفلسين لأنهم مفلسين في العلم والسياسة، وسماهم الشيخ محمد حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة بمصر ' إخوان الخناس' أو الخُوَان (بضم الخاء وتشديد الواو) المسلمين وقد خرج عليها براءة الى الله مفكرون كثيرون ومن أبرزهم الشيخ الشعراوي لما علم بحقيقتهم كما تبين مذكراته.
ولقد صدق فيهم قول الشاعر العربي حين قال :
ألا ياسائلي عنهم فإني ***عرفت مسارهـم بئس المسار
هم الإخوان خابو حيث كانوا*** ولو أخفى معالمهم غبار
دعاة للضلالة ليس فيهم*** تجاه النص ذل وانكسار
هم الإخوان خابوا حيث كانوا*** وللإخوان لا قر القرار
لهم في كل منقصة أياد*** وأيديهم عن الحسنى قصار
هم الإخوان لا سقيت قراهم*** فليت بلادهم أرض بـوار
أحاطوا بمصر مكرا واحتووها*** وفي راياتهم بدع تثار
عرفنا من طريقتهم أصولاً*** فما يخفيهم عنا استتار
عليهم إن نصحت لهم بلطـــــف*** من النكران مد وانحسار
كتابات الحثالة منتهاهم*** وكتب المغرضين لهم منار
يجرون النصوص على هواهم*** وإن ناقشتهم في العلم حاروا
يريدون السياسة دون وعي*** فيا لله كم ظلموا وجاروا
ونقدم أخيرا مجموعة ابيات كتبها احد ابناء محافظة الطفيلة عندما زارها مجموعة من قيادات الاخوان مؤخرا ، وتقدم تلك الابيات دليلا إضافيا حول حالة الوعي لدى ابناء المجتمع الاردني حول حقيقة الجماعة :
دعوا الطفيلة لا تدنوا روابيها /// فأهللها الغرّ اولى في مآسيها
وليس منصور من يشفي مواجعها /// ولا بني ارشيد يدري مالذي فيها
ولا ابو السكر المشؤوم يعرفها /// فلم يشربوا الماء يوما من سواقيها
أتوا اليها لكي يجنوا مآربهم /// ويقطفوا ثمرا من بعض ماضيها
هيهات ان تنطلي في الناس خدعتهم /// حتى وان جعلوا الاسلام يخفيها
هم هكذا نصبوا في الدين خيمتم /// والغش والغدر والاقصاء بانيها
[email protected]
0798748218
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة