الجمعة 2024-12-13 03:59 م
 

ندوة وورشات في دورة الكاريكاتير وفن الحفر وتكريم الفن الفلسطيني المعاصر

04:12 م

الوكيل - تنتظم الدورة 26 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس من 28 حزيران إلى غاية تموز8 2013 وتخصص فعاليات هذه الدورة للكاريكاتور وفن الحفر. ويشارك في الدورة عدد هام من الفنانين التشكيليين والنقاد ونشطاء الفن من عديد البلدان العربية والأجنبية..اضافة اعلان

الدورة تكرم الفن الفلسطيني من خلال المبدع الكبير الرسام طالب دويك الذي قدم عديد المعارض بتونس منها عرضه لوحاته بمعرض الكتاب، كما تحتفي الدورة بالموسيقى وفنون الفرجة والشعر ونشطاء فنون الحفر والكاريكاتير. وهذا تنويع مميز من المهرجان الذي يشمل مختلف ألوان التشكيل مثلما أشار الى ذلك الكاتب العام للمهرجان السيد اسماعيل حابة في الندوة الصحافية منذ أيام..
انطلقت المعارض والورشات وكعادتها ظلت المحرس مدينة الألوان بامتياز ضمن الفضاء الثقافي التونسي والعربي والعالمي من خلال الحضور الكبير للفنانين ..
الفن التشكيلي ..هذا هو العنوان الكبير لفعالية المحرس التشكيلية الدولية والسنوية التي تتواصل بعد رحيل باعثها الفنان الراحل يوسف الرقيق لتحتفي به عبر التذكر والابداع المفتوح على الود والابتكار والجمال بين احضان الساحرة.. التي نسميها المحرس..
منذ أقل من ثلاثة عقود ….انطلق المهرجان.. لتظل آثار الرسامين والنحاتين والحرفيين عالقة بالذاكرة.. ذاكرة المكان الحيّة والمتحرّكة… هكذا هي الحال في المحرس. هذه المدينة التي ترقب البحر بعينين من جمال وودّ…
هي الدورة 26 بكثير من الحيوية.. حيوية الرسامين وعموم التشكيليين.. حيوية الألوان والمواد من حديد وحجارة ورخام.. لقد تحولت المحرس خلال اكثر من ربع قرن الى ورشة عالمية للإبداع.. للقول الجمالي.. لحوار النظر واللّمس والتذوّق..
نذكر المحرس فتتراءى لنا أعمال جمّة تركها أصحابها هناك.. هنا.. شاهدة على المكان بل دالة عليه.. الحصان في مكانه.. المرأة التي أمسكت بالفرشاة لترسم من أعلى السّلم شيئا غير مكتمل بل غير مرسوم.. الى غير ذلك من التنصيبات والخامات والأجسام.. هكذا إذن.. يحق لمدينة المحرس أن تفخر بنجاحها في لم شمل العائلة التشكيلية والفنية … جاؤوا من جهات الكون.. تقودهم فكرة باذخة.. القول بجمال العناصر والأشياء رغم حرقة الأسئلة وألم الكينونة ووجيعة الدواخل.. الفن في مواجهة التنميط وعولمة كلّ شيء.. الاقتصاد.. الثقافة.. الأشكال.. الوجوه.. وكل ما هو حميمي وخصوصي.. هكذا إذن تكلّم الفنانون على اختلاف ملامحهم بصوت واحد.. المجد للانسان ينحت غده بكثير من الشجن والحلم والأغنية.. وما اللون في النهاية إلاّ ذاك العزاء الجمالي الذي نلوذ به في هذا الكون.. وفي هذه الحالة، كانت تونس/ المحرس مفردة تشكيلية أخرى لابدّ منها.. هي أرض عمّار فرحات، الحبيب شبيل، نجيب بلخوجة، الخياشي والضحاك..عبد الرزاق الساحلي.. وغيرهم.. جاء الرسامون والفنانون من بلاد بعيدة وأخرى قريبة.. جاؤوا من المغرب والجزائر وليبيا ومصر وسوريا والأردن واليمن والبحرين ولبنان والسعودية والكويت والعراق وفرنسا والسويد وألمانيا والنرويج وايطاليا وكوريا ورومانيا وتركيا وصربيا وسويسرا وفنزويلا وكولومبيا واليابان والكاميرون…
إنّه بحق، مؤتمر الجمال العالمي حيث صخب الألوان والحوار الكامن في المتعة التي لا تضاهى.. متعة الحواس.. من هؤلاء الأطفال الحالمين بظلال التشكيل البعيدة الذين أثثوا المهرجان في الدورة السابقة نذكر سعدية بيرو،. عمر بشنة، محمد حداد، عبد الرزاق عكاشة، طلال معلاّ، ريما قاسم، هيلدا الخياري، طلال النجار، عزالدين عمر، ميشال فوان، بريجيت بوري، لي نام شان، كيم سان يون، ماريت إيفلين ريك، إلياس الديب، عبد العظيم الضامن، هاشم الرفاعي، حسن عبود، إليزابيث مورتيز، فرانك والترود، بيبي ترابوشي، جلينا ارنديلوفينش، مهمت يلريوز، إمحمد مرزوق، شاكر لعيبي، لويس ألبرتو، كريستينا توراس، ماسامي ساكموتو، جون كوام…
ومن تونس كان الحضور مهمّا لعدد من الفنانين من مختلف التجارب والتلوينات والتيارات حيث تستذكر هذه الدورة الفنان الطفل الحالم ببعث هذا المهرجان رفقة فتية اخرين نذكر منهم بالخصوص صاحب دربه في هذه التظاهرة الاستاذ اسماعيل حابة ..يوسف الرقيق رئيس هذا المهرجان..الذي رحل .. والفتى المصرّ على فكرة اللون العالية في هذه التظاهرة التونسية.. العربية.. الافريقية.. والعالمية.. انها رحلة التذكر في رحاب الاصدقاء.. اسماعيل حابة والبشير مروزق، حبيبة هرّابي ومحمد بن حمودة وصالح بن عمر وعبد الحفيظ التليلي، وحمادي بن سعد وعمر الغدامسي وزيدان حواس والهاشمي بيبي وفاتح بن عامر وبوراوي القماطي وفوزي حواس وغيرهم من هيئة هذا المهرجان العرس…كما أثث المكان الفنان لمين ساسي وابراهيم القسنطيني وسوار بالشيخ والهاشمي مرزوق وعدد من أصحاب الأروقة مثل لطفي الصيد عن رواق فيو وسيلفان مونتاليون عن رواق الدّاميي ومحمد الغالي عن كاليغا ويسر بن عمار عن رواق كانغاس والشاذلي الشريف عن رواق بوكايني…كان ذلك عبر مختلف الدورات..
في الدورة الأخيرة تم (على سبيل العرفان والجميل) تكريم المرحوم يوسف الرقيق حيث تبرز اللوحة العملاقة التي انجزها الفنان والمعلم في البورتريهات علي البرقاوي ..بورتريه مغاير يلمس فيه الناظر تلك النظرة والابتسامة ليوسف الرقيق وهو يتابع المهرجان ويلقى الاصدقاء والاحبة والضيوف..انها الحياة.. لقد تحولت المحرس إلى واحة من التلوينات والأعمال التشكيلية العالية حيث نذكر المعرض الكبير لأعمال المسيرة.. مسيرة 26 سنة من الإبداع.. لقد برزت ألوان زرقاء ساخرة متدرّجة في مربّعها لأندرس ليدن كما شاهدنا دقائق التشكيل في عمل للفنان عادل مقديش ضمن خصوصيته الفنية أيضا هناك أشجار وكائنات لكاسي كاليدو.. زجاجيات يوسف الرقيق وأسطورة الألوان والبلور.. خرائط الدهشة الزرقاء لرضا بالطيب، تجريديات صفراء لردا تزانكوفا، صمت الخطوط في باحة الأزرق للهادي ا لتركي، عوالم علي رضا الشرقية، نساء عزالدين بن عمر وأحوال المدن الشرقية، معمار عمار علالوش وألوان الجزائر، منسوجات القماشة واللون لجونكوام.. هكذا عرضت أعمال كبرى لتحكي مسيرة مهرجان عبر حضور ضيوف مهمين في المشهد التشكيلي العالمي…
منابر المهرجان فكرة أخرى تتواصل مع الحوار المفتوح والنقاش الصّريح حول كل ما يتعلّق بالفن والانسان والقيم.
الدورة (26) واعدة يحضر فيها الطرب كما يحضر فيها الجانب الترفيهي للضيوف للتعرف على جمال المحرس وما جاورها.. وما يمكن أن توحي به من جمال وعمق انساني وأصالة وحياة… وألوان أيضا..
لقد ظلت مدينة المحرس وطيلة سنوات المهرجان الدولي للفنون التشكيلية حديقة مزدانة الألوان مفتوحة على أطياف الجمال ومشتقاته ذلك أنّ العدد الهام من الفنانين العرب والعالميين الذين سبق لهم أن شاركوا في هذه التظاهرة العالمية جعل الأعمال المتروكة والمنجزة في المحرس من القيمة بمكان باعتبار الأسماء وتجاربها ومنجزاتها في قطاعات الفنون التشكيلية بصفة عامة.
الآن… يمضي المهرجان الى دورة جديدة… ويبقى الصدّى … اللوحات… المنحوتات والتنصيبات والمسافة الفاصلة بين الجنان والبحر… بين الزرقة والخضرة… إنّ الفن عادة جامع ألوان وثقافات ورؤى وهذا ما حصل مع المحرس هذه المدينة التي آمنت بالحلم وجعلت منه حكاية لأطفالها وللعائدين من الغربة بعد أشهر من العمل وللكهول والعجائز الذين خبروا منطق المحرس المأخوذ بأبجدية اللون.
هكذا هي المحرس… تدخلها فتأخذك الألوان والأجسام التشكيلية إلى واحة من خيال وعلى إيقاع البحر في هذا الصيف التونسي الجديد، يمرح الأطفال في حدائق المنتزه الذي تزينت أرجاؤه بأعمال رائقة فيها حركة الحصان في جموحه والبنت التي تصعد السلم لترسم شيئا في الهواء والباب المفتوح على شارع الناس… هؤلاء الناس الذين يمعنون النّظر في هذه الأعمال ويلتقطون لها صورا للذكرى وللإيغال أكثر في عوالم الفن التشكيلي بعيدا عن ضجيج الحياة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة