السبت 2024-12-14 08:18 م
 

نصيحة للنواب أصحاب السوابق: العطار سيفيدكم أكثر من أصواتنا هذه المرة ..

01:58 م

أسامة محمد الخزاعلة

اذا أخذنا شعارات مرشحي الانتخابات و اعتبرنا فرضاً أنها مجرد جمل مكتوبة على ورقة بيضاء, و أن الزمن ليس بوقت انتخابات, و بدأنا نتمعن فيها سنجد أنها كلمات رائعة ذات مضمون يبعث على التفاؤل و ترفع المعنوية و تثلج الصدور, إضافة إلى أنها كلمات تداعب مشاعرنا المرهفة في زمن اليأس و ضنك الحياة من جهة, و تناغي عقولنا المرهقة من جهة أخرى... الآن مرة أخرى, إذا حاولنا قراءتها أكثر من مرة لدرجة حفظها عن ظهر قلب و بعدها قمنا بترديدها في لحظة استرخاء و نحن مغمضين عيوننا لمدة ساعة, مطلقين العنان لخيالنا بأن يسرح بتعابيرها الجميلة و تفعيلاتها الموزونة.. بعدها سيتراءى لنا أن المدينة الفاضلة التي تحدث عنها أفلاطون باتت قاب قوسين أو أدنى منا, و أن ما يفصلنا عنها هي تلك السويعات التي تتلو لحظة تصويتنا لصالحهم.

و لكن بالرغم من كل ما سبق, سنجد أن كل ذلك التفاؤل و الارتياح المتعلق بنفس الجمل و الكلمات سينقلب إلى تشاؤم و انزعاج, اذا ما عرفنا أن تلك الشعارات الرنانة و الوعود تصدر من أولئك الأشخاص نفسهم الذين لا يروا إلا بنصف عين في أفضل الأحوال, و الذين ما زالوا يصرون على استغفالنا, و كأن عسل كلامهم غير محدد الصلاحية و سيبقى منطليا علينا ما داموا يتنفسون الهواء... فمجرد وجود تلك الكلمات الرائعة و الوعود الحالمة إلى جانب صورهم أو في خطاباتهم تتحول تلقائيا إلى نشاز الكلام و قحط المعاني.

لن نقول هذه المرة للناخبين بأن أفيقوا و انتبهوا... بل سنقولها للــ 85% من المرشحين ( من أصحاب السوابق ) و المتوقع وصولهم للبرلمان حسب التحليلات و الدراسات الأخيرة, و سنقول لهم أيضا بان الشعب لا يريد رؤيتهم يؤدون أي دور في الحدث القادم... و أن الأولى بهم بدلا من استجداء الأصوات.. أن يذهبوا للعطارين ليبحثوا عن خلطة تعيد لهم بضعا من ماء الوجه الذي فقدوه و تبخر مع ارتفاع حرارة الشارع مؤخرا.. لعل هذا الماء ( إن نحجت خلطة العطار ) يساعدهم على ترك أثر حسن عند أولادهم و أحفادهم على أقل تقدير

اضافة اعلان

أسامة محمد الخزاعلة

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة