مساءً، غُصّت حلوقنا برفع الدعم من المشتقات النفطية. وصباحا، لُطمنا بالقرار الذي خرجت به نقابة المعلمين في تحريضها المعلمين على تعليق الدوام للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية ضد قرار المساء الفائت. قرار تعوزه الحكمة وبعد النظر، قرار أقل ما يقال فيه إنه دعوة للفوضى، وعدم تحمل المسؤولية المهنية والوطنية، قرار يرفضه كل حريص على نبذ الفتنة وحراك الشر. لقد اجتمع مجلس النقابة وقد ذيل قراره بالمحافظة على حرمة الدم ومقدرات الوطن وممتلكاته. فأي محافظة على ذلك عندما تهيم الطلبة على وجوهها في الشوارع والأزقة والحواري؟ من يضبط عشرات الآلاف من الطلبة في هذا الظرف العصيب؟ هل تتحملون مسؤولية أبنائنا وسلامتهم في المسافة ما بين بيت راس إلى شارع الثلاثين في أربد، مثلا، والتي غصت بأبنائنا بعد قراركم هذا؟ ماذا سيجني ابني أو حفيدي الذي استأمنته في عهدتكم من تجييشكم. أين هي المثل العليا التي اتفقنا على غرسها في نفوسهم من انتماء ووفاء لهذا البلد؛ هل نغرسها في الشارع.
أيتها النقابة التي خُدعنا بها لقرارها هذا، عندما ينفلت أبناؤنا في الشارع فأول ما سيكتسبونه الفوضى والتخريب في ظل هذه الأجواء المشحونة بالتحريض والتهويش، والعبث بالممتلكات العامة والخاصة، والمحال التجارية وغيرها؛ فالعلم المكتسب من الشارع الحالي يتناقض تماما مع ما نسعى إليه كمعلمين وأولياء أمور.
أيتها النقابة، لقد كان المنتظر منكم ردّا على القرار الحكومي المؤلم والقاسي قرارا يوصي بعمل يوم تطوعي نرشد فيه أبناءنا ونوجههم إلى تقديس الوطن لا تخريبه. يوم فيه نعرفهم معنى الفساد وصنوفه، يوم تطوعي نغرس فيه زيتونة في ساحة المدرسة وحديقتها كي لا تتكاثر أشجار الحنظل والدفلى ممن أفقر البلد وباع مقدراته من زعران السياسة ومراهقيها الذين ابتلينا وابتلي الوطن بهم.
نحن المعلمين، بناة أجيال نربي الناشئة على القيم الفضلى والحفاظ على البلد في مواجهة السرسرية والدجالين والحرامية. نحن المعلمين ديدننا العطاء في مواجهة من ديدنهم النهب. نحن المعلمين حريصون على تأدية الأمانة التي بين أيدينا في مواجهة من خانوا الأمانة وباقوا.
النقابة أنشئت حلما راودنا سنين وسنون، أردناها مهنية تعنى بشؤون المهنة، وتدافع عن حقوقنا التي هضمت وقضمت ردحا من الزمن. أردناها سندا يتكئ عليه ويلجأ له من تطاول عليه قرار مجحف أومسؤول خائن. أردناها مؤسسة مدنية مجتمعية تعليمية. ولكن لم نتوقع منها يوما ما أن تمارس الابتزاز وتصيد الفرص ولي الأذرع على حساب مستقبل فلذاتنا. لم نتوقع منها أن تنزلق إلى مستنقع التحريض والفوضى بأعزّ أداة على نفوسنا؛ أبنائنا.
أخواني في النقابة، المهام في أعناقكم كبيرة جدا؛ ابحثوا في نقص المعلمين، واكتظاظ الطلبة في الصفوف، والبحث عن أفضل السبل لرفع سوية التعليم، وتطوير المعلم مهنيا... وغير هذا وذاك الكثير من القضايا المهنية الصرفة.
نحن المعلمين، لنا الحق في التعبير عن وجهة نظرنا كغيرنا من عباد الله في هذا البلد الطاهر. ولكنكم في النقابة اخترتم لنا السبيل والوسيلة الخطأ في الوقت الخطأ.
أخواني في النقابة؛ الرّدّ على قرار خاطئ يكون بالرّدّ عليه بقرار حكيم.
يسري غباشنة
[email protected]
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو