السبت 2024-12-14 03:56 م
 

نقد الإسلاميين أم شتم الإسلام؟ *

05:54 م

لا لا المسألة ليست «شيطنة» الإسلاميين، هي أبعد من ذلك بكثير، إنها ضرب من الديماغوجية المنظمة والتشويه المتعمد المبرمج، تشمل فيما تشمل ترديد «معلومات مؤكدة!» نسمعها منذ أكثر من نصف قرن عن ارتباط الإسلاميين بالحركات الإستعمارية، وكيف أسست بريطانيا جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكيف أسست إسرائيل حركة حماس.. وكيف يتآمر إخوان الأردن على تقويض النظام... إلى آخر هذه الأراجيف والمزاعم التي مللنا من كثرة ترديدها!اضافة اعلان


آخر هذه الترهات فيلم فيديو شاهدته على اليوتيوب يظهر حفلة عرس جماعية في غزة، وتبدو فتيات صغيرات ترافق العرسان، في تقليد معروف في المجتمع الفلسطيني المحافظ، حيث لا تظهر العروس في الحفلات العلنية، فيما ترافق العرسان بنات صغيرات من أقارب العريس والعروس، الشرح المرافق للفيلم يقول أن شباب حماس يتزوجون بنات أعمارهن من 6-9 سنوات، ويتضمن الفيلم لقطة لشيخ يتحدث عن جواز الزواج من الأطفال شرط عدم الدخول بهن إلا بعد البلوغ، والمصيبة أن بعض العباقرة ممن شاهدوا الفيلم صدقوا الحكاية وهات يا شتم بحماس والإسلاميين والمشايخ الذين لا يخافون الله، و»يعشقون» الغلمان والصغيرات(!) نشر الفيلم الوضيع كما يبدو تزامن مع وصول وفد من حماس إلى القاهرة، الذي تزامن معه أيضا حملة اعتقالات شرسة شنتها السلطة في رام الله على كوادر وقيادات من حماس والإسلاميين في الضفة الغربية، وأخذت في وجهها معارضين شبابا من مثل الناشط الشبابي فرج أبو شخيدم، صاحب أغنية «يلا ارحل يا فياض» التي أطلقها أثناء الاحتجاجات الشعبية في الخليل على الغلاء ورفع الأسعار،

موقع تويتر امتلأ بالأمس بحفلة ردح ضد حماس والشيوخ، وزاد بعضهم فتناقل خبرا منسوبا لحزب سري في مصر يقول أن ابن القيادي في حماس حسن يوسف المنشق عن أبيه المدعو مصعب هو بطل الفيلم المسيء للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، وتجد من بعض المتابعين الذين يصدقون كل شيء حماسا منقطع النظير للهجوم والشتم في المشايخ وأحزابهم وحركاتهم، فهم كالقطيع الذي يتبع «المرياع» حيثما توجه حتى ولو قرر القفز في واد سحيق!

واتساقا مع هذا الخط والشوشرة الممنهجة، يفعط في وجهك معلق في تويتر أو فيسبوك يذكرك بما يرتكبه من يسميهم «الوهابيين» من ثوار سوريا من فظائع وسرقات وربما تعد على نساء، بوصف هؤلاء هم «ثوار الناتو» وعملاء قطر، إلى آخر هذه الاسطوانة المشروخة، وحينما تقول له أن دولة كقطر احتلت المرتبة الأولى ضمن قائمة الدول الأغنى في العالم بمتوسط نصيب للفرد يبلغ 90.149 ألف دولار، وفق تقرير اقتصادي متخصص صدر حديثا نشرته مجلة غلوبل فايننس على موقعها الالكتروني، ولهذا «بطلع لها تكشخ وتجخ» وتقوم دور إقليمي، يبدأ بحفلة ردح لا علاقة لها لا بمنطق ولا بحوار!

بصراحة، أشعر أن كثيرا من هؤلاء المتخصصين بشتم الإسلاميين، وترديد أقاويل مهترئة عنهم، هم من الحاقدين على كل ما هو إسلامي، وربما يخفون في أنفسهم ما يخفون، فهم لا يستطيعون شتم الدين علانية والنيل منه، فيفرغون هذه المشاعر السوداء في أهل الدين ومن يحملون رايته!

صحيح ان المشايخ ليسوا ملائكة، ولديهم أخطاؤهم، ولدى كل منصف حتى من داخل صفوفهم مؤاخذات كثيرة عليهم، ولكنهم ليسوا عملاء ولا شياطين، ولا «قتلة» كما يحلو لصحفي زميل أن يسميهم!



[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة