نقف على رجل واحدة!

نظن ان رهاننا على السيد الغنوشي وحزبه كان صحيحاً، فالرجل وافق على النزول من الشجرة، وقبل استقالة الحكومة ورحب بحوار يضم اتحاد الشغل والاحزاب، كل الاحزاب، وتشكيل حكومة وطنية لا يشارك اعضاؤها في الانتخابات المقبلة، ووطنية هنا بمعنى انها ليست حزبية!!.اضافة اعلان

نزول الغنوشي عن الشجرة هو درس مستفاد من وقوع اخوان مصر عن الشجرة، وثقة حزب النهضة بدخول انتخابات نيابية على اسس مدنية، فهو الحزب الاسلاموي الوحيد الذي لم يرفع شعار الاسلام هو الحل، وقبل الدستور العلماني.. والاحوال المدنية البورقيبة، فلم يتورط علماء الدين بنكاح الجهاد او جهاد النكاح، ولم يفتوا بمباشرة الزوج لزوجته حتى بعد وفاتها بست ساعات!!.
عندنا في الاردن يقبل الاخوان المسلمون البقاء على الشجرة.. وهي قد تكون شجرة حكم أو شجرة معارضة. وكلما استمعنا الى احد قادتهم, وجدنا ان هناك شريطاً يتكرر ويعاد منذ سنوات:
-هناك أزمات.
-وهناك حاجة الى «اصلاح حقيقي».
-ولا معنى للحوار في ظل فقد الثقة بين الشعب والدولة.. ولا يفرق الاخوان بين الدولة والحكومة.
-.. ودون ان تسأل عن الحل لكل ذلك, لا يعطيك أحد الا ما يشير بأن الحل هو الاخوان.. لان الاخوان هم الاسلام!!
لا يريد احد في قيادات الاخوان ان يفهم أن الاطارات الشعبية من حولهم تتآكل, وان اعضاءهم – الشباب والعاقلين – لا يمكن أن يبقوا في الشارع طوال عامين ونصف العام. وتصيّد أي قرار حكومي أو غير حكومي لا يمكن أن يكون قضية نضالية.
لا يحب قادة الاخوان ان يتذكروا ازمة قادة حماس واخراجهم من الاردن، ماذا لو تبنت الدولة مقاومتهم؟ ماذا سيكون مصير البلد لو قبلنا الغاء منظمة التحرير وتخوينها، ولو اخذنا موقفا معاديا للسلطة الوطنية؟ولا يريدون فهم الموقف الاردني من احداث مصر، فهل يريدون ان يدير الاردنيون وجوههم عن قضاياها المصيرية ويرفعون صور مرسي والاصابع الاربعة الصفراء، ويبقون في الشوارع الى ان تعود الشرعية.
بدأنا باسلاميي حزب النهضة التونسي، وانتهينا الى اخواننا المسلمين، فالهم يبقى هو الهم الاردني والعربي وبلدنا لا يمكن ان يقف على رجل واحدة بانتظار الانتصار لحماس او بانتظار عودة مرسي الى قصر الاتحادية، او برصد ما يجري في سوريا بين الطاغية وارهاب القاعدة.