الجمعة 2024-12-13 07:02 ص
 

نموذج أتراك حزب العدالة

07:08 ص

النموذج الاقتصادي التركي لن ينهار بسبب قضايا فساد , لكنه لم يكن منزها حتى لو غلف بالبركات.
في رحلة الصعود دفع الإسلاميون بعنوان الاقتصاد الإسلامي كبديل دون رؤية واضحة , وكانوا يقولون» أنظروا إلى أتراك حزب العدالة « هذا هو البديل الذي سيخلصكم من فساد الأنظمة ويحقق العدالة الاجتماعية والمساواة والرفاه الاقتصادي, فالاقتصاد كان حاضرا فقط في التجربة التركية المبهرة بنجاحاتها على فرض أنها كانت إسلامية محضة وهي ليست كذلك فلم يخرج الاسلاميون هناك عن سياسات إقتصاد السوق ولو قيد أنملة .اضافة اعلان

لا نقول بفشل التجربة الاقتصادية التركية , على وقع قضايا الفساد , فشياطين المال موجودون في كل المدارس الاقتصادية, لكنها بعد اليوم لن تعود درسا يكرره الإسلاميون صباح مساء لما سيحدث لو أنهم جلسوا على الكراسي لتعويض غياب نموذج عربي قادر على الإشعاع والإلهام وخالي من الفساد .
فساد الأنظمة الحاكمة كان شعار حراكات الإسلاميين على مدى الربيع العربي , فلم تخلو يافطة رفعت في المدن العربية ومنها عمان من إتهامات تتحدث عن أموال منهوبة في مؤسسات وشركات مخصصة ومشاريع وموازنات , فيها تحديد صريح يربط « النهب» بعقد من الزمن وبالنخب الحاكمة .
الرهان الاقتصادي للإسلاميين كبديل هو تحقيق «الحكم النظيف»، من خلال الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد، وهي الأمراض التي تعتبر الأحزاب الإسلامية أنّها ضربت الاقتصادات العربية بمقتل خلال العقود الأخيرة دون تقديم آليات واقعية لمواجهة الحاجات الإقتصادية والأزمات غير الأدبيات التي لا تغني ولا تسمن من جوع , لأن المعونات من بطانيات وصوبات وأرز وسكر لا تصنع إقتصادا ..
حتى في تركيا لم يحمل البرنامج الاقتصادي للإسلاميين تغييرات جذرية عن «اقتصاد السوق»، الذي تتبناه دول عربية كثيرة من أمس واليوم..
على فرض أن هناك منهجا اقتصادياً للإسلاميين فهو يرتكز على مبادئ العدالة الإجتماعية ,محاربة الفقر والبطالة والفساد، وتعزيز سيادة القانون ، والتعامل مع التفاوتات الطبقية داخل المجتمع، وكذلك التفاوت فيما بين المناطق على قاعدة الحلال والحرام , فأين إختلافها عن المرتكزات التي تسعى كل المدارس الإقتصادية بما فيها الشيوعية البائدة الى تحقيقها لكن الفرق يكمن في الآليات.
سواء كانت أموال الفساد لخدمة محاولات إيران للالتفاف على العقوبات الاقتصادية أو أنها كانت لتمويل الجهاد في سوريا , أو مؤامرة دولية فلا شيء يبررها حتى لو كان في غاياتها بناء مسجد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة