التحديات تطل برأسها من كل حدب وصوب، والمشهد يزخر بكثير من التفاصيل المقلقة والمتشعبة، وتجميع تفاصيلها يوصلنا لصورة قاتمة للمرحلة التي نمر بها لشدة تعقيدها وانحطاطها.
ربما ندرك أن التغيير صعب وأن الواقع أقوى من قدرتنا على تغييره لنذهب بسلام إلى مرحلة أقل شدة وأخف قسوة.
واقعنا الإقليمي كارثي؛ وجهه حروب دينية وباطنه صراع قوى وإرادات ومصالح. هي مرحلة غاب فيها الوعي والمنطق والفلسفة وقبول الآخر، وصرنا نتناحر كأخوة، ودخل إلينا كل غريب ليدير حرب مصالحة في هذه البقعة.
ما العمل؟ وكيف الخروج؟ هل نستسلم؟ لا أدري كيف السبيل إلى الخروج بأقل الخسائر، والمحافظة على ما تبقى لنا من أمل وإنسانية. هل نقاوم؟ ولكن السؤال الأهم هو كم لدينا من قوة وقدرات تؤهلنا لمقاومة هذا التيار الجارف المدمر!
تعالوا نتطلع معا لكل ما هو حولنا؛ داعش ما تزال هناك وإن تفرق أفرادها واختبأوا مثل الجرذان، لكن ذلك لا يقصي خطرهم، وهؤلاء حولنا وعلى حدودنا الشرقية والشمالية. ليس ذلك فحسب، بل هم بيننا أيضا، يبحثون عن زلة أو هفوة أو فراغ صغير ليتحرك أحد ذئابهم منفردا، رغم صحوة الجهد المعلوماتي والأمني والعسكري والذي حال كثيرا بيننا وبين هجماتهم، إذ أحبطت أجهزتنا عشرات العمليات داخل المملكة وخارجها.
ماذا نقاوم وكيف نواجه صفقة ترامب التي يسعى من خلالها لفرض سيطرة إسرائيل على المنطقة بأكملها، وإقامة مشروع دولتها من البحر إلى النهر! كيف نواجه مثل هذا التحدي ومشهدنا العربي لا ينفصل عن حالة الانحطاط التي سبق ووصفتها! كيف ذلك وأهم أوراق إفشال المشروع، وهي الورقة الفلسطينية، غارقة في خلافات وانشقاقات وانقسامات كبيرة يغدو معها الأمل في إتمام المصالحة بين أكبر حركتين فلسطينيتين حلما بعيد المنال.
الموقف الأردني كان واضحا منذ البداية وليس فيه جديد، وهو قيام دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس، وترتكز على عملية مبادرة السلام العربية. والموقف الأردني مبدئي، ويتحدث عنه السياسيون الفلسطينيون أيضا مقدرين ما تم في ملف القدس وقرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس، وكذلك الرد المعلن وغير المعلن في موضوع صفقة القرن التي يسعى ترامب لفرضها على المنطقة، والتي يؤكد المسؤولون الأردنيون فيها أن أي عرض لحل الموضوع الفلسطيني لا يلبي تطلعات الفلسطينيين يدفع المنطقة نحو مصير مجهول.
هناك أيضا على الحد الشمالي تواجد لميلشيات إيرانية، ووجودها يشكل تحديا كبيرا بطبيعة الحال، كما أن استهدافها من أميركا التي يجنح رئيسها لضرب أدوات إيران في المنطقة يفتح الباب على سيناريو كارثي وحرب جديدة على حدودنا الشمالية تهدد أمننا، خصوصا أن كل التحليلات العسكرية تقول إن المعركة التي ستلي الغوطة ستكون قريبة من حدودنا.
سورية، وبحسب القراءات، لن تشهد حلا عسكريا أو سياسيا لسنوات مقبلة، ما يعني ضغوطا أكبر على القوات المسلحة، وكذلك على الوضع الاقتصادي، وهنا أنتقل إلى المشهد الداخلي الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة خلقت مزاجا عاما صعبا رافضا للحكومة وسياستها.
بين كبار اللاعبين وحروب نفوذهم وبين إقليم منهار وقواه خائرة وإرادته مسلوبة أو مباعة، يبدو الممكن في هذه الفترة أن نبقي على مواقفنا، وأيضا أن نرتب بيتنا الداخلي لعبور هذه المرحلة بسلام، فالتيار جارف والعالم مجنون ولا يعفينا من نوبات جنونه إلا أن نرتب بيتنا الداخلي، وأن نحصن جبهتنا لتقف في وجه الموجات الجارفة التي تأتينا من كل صوب، علّنا نخرج بأقل الخسائر!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو