السبت 2024-12-14 06:29 م
 

نوع جديد من الإثارة في لبنان- بالفيديو

01:29 م

الوكيل - باعتقادهم أنهم كلّما إشتروا السّيارات الفخمة وارتادوا المحال واشتروا من الماركات الفاخرة، كلّما ارتفعت قيمتهم بنظر النّاس. لا نسمع إلا أنهم 'يشكون وينعون' همومهم والضائقة الماليّة التي يمرّون بها، لكن ما تراه العيون بعكس ما يتداول به. هذه هي سلوكيّات الشّعب اللّبناني الإجتماعيّة الحديثة إذ وجد صعوبةً في قبول واقعه وتخطّاه إلى حدود بعيدة.

أينما تجوب في شوارع المدن والقرى اللبنانيّة ترى السيّارات الفخمة، علمًا أنّه ليس بالضّرورة أن تكون السيارات تابعة لأثرياء، إنّما معظمها إشتريت بالتّقسيط.

داني، شاب يبلغ من العمر 26 عامًا، إشترى سيارة تويوتا كامري موديل 2013 بالتقسيط لمدّة خمس سنوات ويعمل على تقسيطها بمبلغ 500 دولار شهريًّا، علمًا أنّه أستاذ مدرسة ولا يتجاوز راتبه ألف دولار شهريًا. وحين سئل لماذا اشترى هذه السيّارة، قال: 'أعجبتني ولو عملت كل ّ حياتي وادّخرت قسطها لن أستطيع شراءها، وما يهمني هو أنني أقود سيّارة مرتّبة'.

الأعراس اللّبنانية هي نموذخ آخر للبذخ غير المتوازن، فالزّفاف البسيط جدًّا يكلّف حوالى 30 ألف دولار. نبدأ بتكلفة فستان العروس وبزّة العريس الباهظين، وتكاليف تصميم الورود والمصوّر الفوتوغرافي والضيافة وسيارة العروسين، فضلاً عن الألعاب الناريّة التي تكلّف مبالغ هائلة وتضرّ بالبيئة، فعوضًا عن دفع هذه المبالغ للزينة وبالتالي للمظاهر، من المستحسن الزكاة للأيتام والأرامل والمحتاجين. وفي هذه الحال، يبقى الكثير من اللّبنانيين خارج القفص الذّهبي وذلك بسبب الرّهبة من تكاليف الزّفاف التي تستغرق معهم سنوات عدّة ليدّخروها أو يقسّطوا قرضها.

ماذا يحاول الشّعب اللبناني أن يفعل؟ هل هذه محاولة لإخفاء المصاعب التي تواجهه بواسطة المظاهر المزيّفة؟! هل ينعتق الإنسان من ذاته ومن قيوده بهذه الطّريقة الضّعيفة؟ أو هل هذا نوع جديد من الإثارة الذي بات سائدًا في مجتمعاتنا؟

للأسف لم تعد الأصالة والتاريخ والكرامة والعزّة والشّرف والعنفوان علامات فارقة يفتخر بها اللبنانيّون أمام أصدقائهم والمجتماعات المحيطة بهم ، إنّما بات البذخ و'البريستيج' أو المظاهر معيارًا لتحديد مرتبة لائقة لهم في محيطهم.

اضافة اعلان

الديار اللبنانية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة