ربما يعتقد البعض أن بشار الأسد عندما يتحدث عن «الإرهاب» ويقول: «إن الحل السياسي غير ممكن إلا بعد هزيمة الإرهاب» ويقول أيضاً: «إنه لا يمكن أن يكون الشخص الذي يدعم الإرهاب هو نفسه الذي يقاتله.. وهذا ما تفعله السعودية وتركيا وما يفعله الأردن».. إنه, أي بشار, يعني «داعش» وبعض التنظيمات الأخرى الإرهابية فعلاً وحقيقة أن هذا اعتقاد خاطئ لأن هذا التنظيم الذي يدعي أنه: «الدولة الإسلامية» هو أكثر الحلفاء إخلاصاً لنظام دمشق ولأن الرئيس السوري لا يقصده لا من بعيد ولا من قريب لا سابقاً ولا لاحقاً ولا في أي وقت من الأوقات .
وبالطبع فإن هذا هو رأي روسيا وإيران إذْ أنَّ كبار المسؤولين في هاتين الدولتين يعتبرون أن ثورة الشعب السوري ضد نظام استبدادي, حكم سوريا في عهد الأب والابن على مدى خمسة وأربعين عاماً, هي المقصود بـ»الإرهاب» وأن نظام بشار الأسد عندما يشرد ملايين السوريين فإنه يشرد إرهاباً وعندما يدمر حلب وحمص وحماه ودوما والزبداني وجوبر وإدلب ودرعا فإنه يدمر أوكاراً إرهابية.. وعندما يقتل مئات الألوف من أبناء هذا الشعب فإنه يقتل إرهابيين وهذا ينطبق على نزلاء السجون والزنازين والمعتقلات الجماعية الذين لا توجد أي معلومات دقيقة عن أعدادهم .
لا الإيرانيون ولا الروس وبالطبع ولا بشار الأسد والمحيطون به يعتبرون «داعش» تنظيماً إرهابياً فهؤلاء كلهم ومعهم نوري المالكي وحزب الدعوة وجماعات الحشد الشعبي وهادي العامري يعتبرون أن منْ يستهدفون هذا النظام السوري هم الإرهابيون وأن من يدعمونهم يدعمون الإرهاب ولذلك فإن الرئيس السوري رغم عدم إدراكه للوقوع في التناقض يقول: ويمكن في الوضع الحالي أن يكون نفس الشخص الذي يدعم الإرهاب هو نفس الشخص الذي يقاتل الإرهاب.. وهذا ما تفعله هذه الدول الآن.. السعودية وتركيا والأردن!!
ما معنى هذا... وكيف بالإمكان أن يكون هناك من يقاتل الإرهاب ويدعمه في الوقت نفسه.. إنه لا شك في أن هذه الدول الثلاث تخوض حرباً ضروساً مع الإرهاب ومع «داعش» داخل سوريا وخارجها لكن أنْ تدْعم الإرهاب كما يقول هذا الذي لا فُض فوه فإن هذا يعني أن بشار الأسد يعتبر أن المعارضة السورية حتى المعارضة (المعتدلة) تنظيمات إرهابية وهذا هو رأي روسيا ورأي إيران.. بالطبع .
وهنا فإن ما منْ المفترض أنه معروف أن إسرائيل كانت وربما لا تزال تعتبر أن منظمة التحرير منظمة إرهابية وإن «فتح» و»الجبهة الشعبية» وكل فصائل المقاومة الفلسطينية تنظيمات إرهابية.. وكذلك فإن المعروف أن المستعمرين والمحتلين الفرنسيين كانوا يعتبرون أن جبهة التحرير الوطني الجزائرية تنظيماً إرهابياً.. بينما كان المحتلون البريطانيون يعتبرون أن المقاومين في عدن و»الجنوب العربي», الجنوب اليمني الآن, إرهابيين وقتل.
وهكذا وفي النهاية, وبغض النظر عن اتهاماته المرتبكة للسعودية والأردن وتركيا, فإننا نسأل بشار الأسد عمَّا تبقى من الشعب السوري إذا كان الهاربون والمهجرون والنازحون ونزلاء السجون والذين طالتهم التصفيات السرية والعلنية كلهم إرهابيون.. منْ هم غير إرهابيين يا ترى من أبناء هذا الشعب ؟!
ومع الأخذ بعين الاعتبار أن كل المتعاطفين مع هذه الثورة المباركة حتى من أبناء الطائفة العلوية الكريمة ينطبق عليهم بالنسبة لهذا النظام ما ينطبق على الجيش السوري الحر وعلى «الائتلاف الوطني» وجيش الإسلام. أما «داعش» فإنَّ حتى القتلة الذين «يجزون» أعناق الأبرياء هُم «ملائكة»!! رحمة بالنسبة لبشار الأسد وبالنسبة لحلفائه الروس والإيرانيين.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو