"هاظ هبيله"

الاعتلال والتشوهات التي تصيب المجتمعات ، تأتي على ما أعتقد نتيجة تراكمات من الجهل والتخلف والانفلات ولا أقول الابتعاد عن القيم والمبادئ الإنسانية عامة ، فمنظومة الأخلاق العامة لأي مجتمع لا تختلف ولا يتغير حالها بتغير الحاكم أو القوانين أو السياسات التي تضعها الدولة ، والتغيير المطلوب من نفوس الناس وفي نفوسهم أيضا لا زلنا بعيدين عنه.اضافة اعلان

'هاظ هبيله' .. كان رد صديقي الذي كنت أحدثه عن ما سمعت من نزاهة أحد المسؤولين والذي تسلم عددا ضخما من المناصب الحكومية وخرج منها نظيف اليد ونظيف الجيب 'هاظ هبيله' هكذا يجيب ليس صديقي فقط وإنما أنا وانتم ومعظم من يقرأ هذا المقال.
لدينا اعتقاد مسبق وقناعة تامة بأن من يتسلم منصب حكومي يجب أن يخرج منه متثاقل الخطى بسبب ما تحملهُ جيوبه من ' أموال منهوبة ' وكأنها حق مكتسب ، متثاقل الخطى لأن المقعد ملتصق 'بأسفل ظهره' وبأنه سيذهب من هذا المنصب إلى منصب آخر 'يبدأ بسلخ ما تبقى منهُ من جديد..!'.
'هاظ هبيله' ... لأن أولاده الجامعيين عاطلين عن العمل ولأن هذا المسئول وفي منصبهِ الرفيع تأبى عليهِ نفسه أن يأكل أبناؤه الحرام من خلال سلب حق فرصة عمل لشخص آخر هو بها أحق ..!
'هاظ هبيله' ... لأن المسؤول يرفض التوسط لإهدار الحق العام ، ويرفض أن يكون طرفا في مساومة هي أقرب للشيطان والانجرار خلف عباءات لا تعرف عن الشيخة 'إلا أن ثمن العباءة عشرة دنانير'.
'هاظ هبيله' ... لأنه يرفض استغلال سيارته الحكومية لمشاويره الخاصّة ولخدمة المدام وتوصيل الأولاد.
وأنا أقول عن كل مواطن يرى في منصب المسؤول أكثر من إنسان مكلّف بخدمة الدولة ومواطنيها وعن كل مواطن يرى في أي منصب في الدولة تشريف وليس تكليف ... ' هاظ مواطن هبيله '.
كل مواطن يتذبذب كـ 'ذنب الكلب' أمام أي مسؤول ليطالب بحقهِ أو خوفا من ظلم المسئول الفاسد بسبب الاعتلالات التي أصابتنا ويأبى الشفاء منها ... ' انته مواطن هبيله'.
'ها كيف لعاد'
*هاظ : باللهجة العامية الأردنية تعني هذا
*هبيله : باللهجة العامية الأردنية تعني إنسان مختل عقلياً
قصي النسور
[email protected]