الوكيل - الغد - إن الراصد لأهداف كرة القدم الأردنية وخاصة في الدوري أو الكأس، يجد منها ما يأتي بالصدفة أو باستخدام قوة وجهد وضغط كبير، أو باستخدام فكر تكتيكي بسيط مبني على تمرير وتحضير وتصويب على المرمى، كما أن الأهداف ذات المستوى التكتيكي الراقية هي قليلة وتصل إلى مستوى نادر الحدوث.
لقد أثار اعجابي واعجاب الجمهور هدف الفيصلي الثاني في مرمى البقعة بكأس الأردن، لأنه هدف في غاية الجمال والرقي والذكاء، فلطالما كنا دائما نضع أعذارا للاعبي الوسط والهجوم في أي فريق مرتبطة بتسجيل الأهداف الملعوبة منها: الأرض والأجواء المناخية وأحيانا طبيعة المنافسة القائمة على فوضى في الدفاع والهجوم.
إن هدف الفيصلي الثاني في مرمى البقعة وعند وضعه تحت مجهر التحليل والتفسير، نجده هدفا تكتيكيا يرتقي إلى المستوى الآسيوي بل والدولي، رغم الامكانات الاعلامية المحدودة (النقل التلفزيوني) وذلك لأسباب عديدة منها:
أن الهدف يعطي مدلولا بشكل أو بآخر أن الفريق وخاصة لاعبي الوسط والهجوم سبق لهم التدريب في محيط الصندوق (منطقة الـ 18)، وكيفية التعامل مع الكرات في التمرير والدخول والتصويب، أو أنهم تدربوا على هذه اللقطة تحديدا.
كما أن المتابع للاعبين المشاركين في هذا الهدف، يجد أنهم جميعا يمتلكون الخبرة الميدانية والنضج التكتيكي العالي سواء من اللاعبين المهاجمين أو لاعبي خط الوسط، وأن الهدف يقوم على الرؤية الواضحة للكرة والزميل والمنافس، كما يقوم الهدف على دقة التمرير سواء التمرير بخط مستقيم والتمرير البيني والتمرير الحائطي.
وإن ما يميز هذا الهدف هو اللمسة الأولى، سواء في التمرير أو استقبال الكرة، مرتبطا بسرعة الأداء، وأن الهدف يرتبط بالخداع سواء من حيث تمرير الكرة ونظر أحد اللاعبين إلى الجهة الأخرى أو من خلال وثب أحد اللاعبين لتمرير الكرة بين قدميه للاعب آخر، كما أظهر بعدا وتأكيدا على أن التكنيك الجيد يؤدي إلى تكتيك جيد مشروطا بوجود مستوى بدني عال.
ويدلل سير تحقيق نجاح الهدف من الناحية الاجتماعية على وجود عمل جماعي للفريق 'تضحية وإيثار في سبيل تحقيق الغاية'، وتم تحقيق رغبات وحاجات اللاعبين من خلال شعورهم بالفرح والسرور غير الموصوف نظرا لجمال تطبيق الهدف.
ويدلل تسجيل الهدف على وجود تكثيف في التدريب الجماعي وضمن مربعات تدريبية وتحت ضغط اللاعب المنافس، ما يدلل على وجود تدريب يتناسب مع متطلبات اللعب الحقيقية، ويبرهن على وجود تدريب جماعي وفردي مرتبط بالتصويب على المرمى من محاور مختلفة وظروف متغيرة.
نأمل في القريب العاجل من خلال هذا الدوري وغيره أن نحلل الأهداف والأهداف سواء كانت فيصلاوية أو وحداتية أو رمثاوية ...إلخ، وأن يتطور دورينا من حيث المستوى الفني وجمالية الأداء لأن ذلك ينعكس ايجابا على المنتخبات الوطنية.
د. حسن الخالدي
أستاذ مساعد في الجامعة الهاشمية
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو